شبه الجزيرة نت | دولي
ذكرت صحيفة “ذا ماركر” العبرية أن إسرائيل تعمل على استكشاف خيارات جديدة للتعامل مع التهديدات المتزايدة من قوات الحوثيين في اليمن، بعد فشل الغارات الجوية المكلفة وضعف الدعم الغربي من الولايات المتحدة وبريطانيا في وقف الهجمات. وأحد هذه الخيارات المطروحة هو إقامة قاعدة عسكرية في أرض الصومال، وهي إقليم شبه مستقل يقع بالقرب من اليمن.
الهجوم الحوثي الذي كشف ضعف الدفاعات الإسرائيلية
وفقًا للتقرير، فإن أحد أبرز الأحداث التي أجبرت إسرائيل على إعادة تقييم استراتيجيتها كان هجومًا بالطائرات المسيّرة في 19 يوليو الماضي. استهدف الهجوم تل أبيب وأدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة عشرة آخرين، مما كشف عن ثغرات في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية. الهجوم تم باستخدام طائرة بدون طيار انطلقت من اليمن، وقطعت أكثر من 2000 كيلومتر، لتصيب هدفها وسط العاصمة الإسرائيلية.
هذا الهجوم أظهر القدرات العملياتية المتقدمة للحوثيين، وأبرز ضرورة أن تعتمد إسرائيل على حلولها الخاصة بدلاً من انتظار الدعم العسكري من حلفائها الغربيين.
تحديات الردع العسكري التقليدي
أوضح التقرير أن إسرائيل تدرك صعوبة مواصلة الغارات الجوية على أهداف بعيدة في اليمن، خاصة أن تكلفة الهجمات الإسرائيلية تفوق بكثير تكلفة الطائرات المسيّرة التي يستخدمها الحوثيون. وأضاف أن الحوثيين يمتلكون مخزونًا كبيرًا من الطائرات بدون طيار، ما يجعل الهجمات المتكررة مكلفة وغير فعّالة بالنسبة لإسرائيل.
أرض الصومال: حليف استراتيجي جديد؟
لفت التقرير إلى أن إسرائيل تنظر إلى أرض الصومال كخيار استراتيجي. هذا الإقليم الواقع في القرن الإفريقي، والمنفصل عن الصومال منذ عام 1991، يحظى بأهمية جيوسياسية بسبب قربه من مضيق باب المندب الحيوي، الذي يمر عبره نحو ثلث الشحن البحري العالمي.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تسعى لإقامة قاعدة عسكرية في أرض الصومال، ما يمنحها قدرة على تنفيذ عمليات ضد الحوثيين بشكل أسرع وأكثر فعالية. في المقابل، قد تقدم إسرائيل اعترافًا رسميًا بأرض الصومال كدولة مستقلة، بالإضافة إلى استثمارات مالية.
دور الإمارات في الوساطة والتمويل
أفادت مصادر دبلوماسية بأن الإمارات العربية المتحدة تلعب دور الوسيط بين إسرائيل وأرض الصومال. وأضافت المصادر أن الإمارات لم تكتفِ بإقناع أرض الصومال بالسماح بإنشاء القاعدة، بل عرضت أيضًا المساهمة في تمويل المشروع. وذكرت الصحيفة أن الإمارات لديها مصلحة واضحة في الصفقة، حيث يمثل الحوثيون تهديدًا أمنيًا لأراضيها، خاصة بعد تصاعد الهجمات على أهداف إماراتية في السنوات الأخيرة.
الأهمية الاستراتيجية لأرض الصومال
إلى جانب أهميتها العسكرية، تعد أرض الصومال موقعًا استراتيجيًا في القرن الإفريقي، بفضل موقعها المطل على خليج عدن وقربها من البحر الأحمر. كما أن خطها الساحلي الطويل يمنحها إمكانات اقتصادية وتجارية كبيرة. استثمرت الإمارات بالفعل 440 مليون دولار في تطوير ميناء بربرة ومرافقه، مما يجعله مركزًا لوجستيًا مهمًا في المنطقة.
مخاوف إقليمية ودولية
اختتم التقرير بالإشارة إلى أن إقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية في أرض الصومال قد تؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية. الصومال نفسه يعارض انفصال الإقليم، بينما ترى بعض الدول المجاورة في هذا التعاون تهديدًا لتوازن القوى في المنطقة. من جهة أخرى، قد يكون لهذه الخطوة تأثير على ديناميكيات الصراع في البحر الأحمر، الذي أصبح مسرحًا للتوترات العالمية نتيجة الهجمات الحوثية المستمرة.
تبحث إسرائيل عن حلول مبتكرة لمواجهة التهديد الحوثي، وأرض الصومال تبدو خيارًا مغريًا يوفر بديلاً أكثر كفاءة من الغارات الجوية التقليدية. لكن هذا التوجه يحمل في طياته تحديات جيوسياسية كبيرة قد تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.