شبه الجزيرة نت | اقتصاد
أعلنت إيران التخلي عن نظام الدفع الدولي الأمريكي “سويفت”، والاعتماد على التعامل بالعملات الوطنية في إطار مجموعة “بريكس”.
وحسب متابعات مرصد بقش الاقتصادي ، فقد أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني إلغاء استخدام نظام “سويفت” (الذي يُعد أبرز نظام تواصل مالي عالمي لتبادل المعلومات المالية والمصرفية) في التبادلات التجارية الإيرانية، وقرر استخدام العملات الوطنية في تسوية المعاملات مع دول مجموعة “بريكس” حالياً والتي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ومؤخراً ضمت إيران ومصر وإثيوبيا والإمارات.
البديل لـ”سلاح العقوبات الأمريكية”
لجأت إيران إلى التخلي عن سويفت نتيجة للعقوبات الأمريكية على طهران، والتي أدت إلى “تحديات في التفاعلات المصرفية الدولية” وفقاً لمحافظ البنك الإيراني، والذي أضاف أن أحد الإجراءات لمواجهة العقوبات كان تصميم نظام “أكيومر” في إطار اتحاد الصرف الآسيوي.
وبات يُنظر في إيران والعديد من الدول مثل روسيا والصين وغيرهما، أن نظام “سويفت” العالمي أصبح يُستخدم كسلاح أمريكي وأداة عقوبات اقتصادية بيد الولايات المتحدة، حيث تَعتبر واشنطن أن بدون هذا النظام المصرفي لا تستطيع الدول المعاقَبة تنفيذ تحويلات فواتير التجارة والتحويلات.
ولأن واشنطن تهيمن عبر “سويفت” على حركة الدولار عبر الحدود، بصفتها المصدّرة للعملة الاحتياطية العالمية، بدأت عدة دول بالفعل، من بريكس وخارجها، بتنفيذ مدفوعات التجارة بعملاتها المحلية بعيداً عن الدولار، ويحدث ذلك الآن بين الصين وروسيا، في إطار تفاعل دولي يزيد من حصة التبادلات التجارية والنقدية والمصرفية بالعملات الوطنية.
لذا قررت إيران الاعتماد على شبكتها المالية المحلية “شتاب”، بل إنها قامت خلال شهر نوفمبر الجاري بربط شبكتها شتاب بالمصارف الروسية عبر “شبكة مير الروسية”، ما يمكّن حاملي البطاقات المصرفية الإيرانية من استخدامها داخل روسيا لسحب أموالهم بعملة الروبل الروسي مباشرةً من أجهزة الصراف الآلي الروسية.
واعتُبرت هذه الخطوة حلاً ميسراً ومباشراً للإيرانيين الذين يسافرون إلى روسيا، حيث ستتيح لهم إمكانية التعامل المالي دون الحاجة إلى تبادل العملات أو اللجوء لطرق دفع خارجية.
خارج سويفت: التعاملات في بريكس
يقول محافظ بنك إيران المركزي إن التبادلات في نطاق مجموعة بريكس لها 4 محاور رئيسة، أولها حصة العملات المحلية في التبادلات التي تحركها الصين وروسيا وإيران في هذا الاتجاه، وثانيها تعزيز تعاون البريكس في أنظمة الدفع التي تم تصميم منصة تسوية لها وهي في المرحلة الأولية.
وحسب المحافظ محمد رضا فرزين، فإن المنصة هذه تقوم على التسوية بالعملات المحلية والعملة الرقمية الوطنية، وإن ربط شبكة إيران “شتاب” وروسيا “مير” ينطبق على أعضاء بريكس الآخرين أيضاً.
أما المحور الثالث فهو ربط شبكة (مير) الروسية و(شتاب) الإيرانية، والتي نُفذت منه المرحلة الأولى وتم ربط 5 بنوك بها ويجري الآن ربط 4 بنوك أخرى، في حين أن المحور الرابع هو تطوير استخدام “الريال الإيراني الرقمي” الذي يُعد من أبرز تغييرات النظام المصرفي.
ويضيف: “ثمة عدد من الدول تستخدم النقود الرقمية وحالياً 23 دولة منها كوريا الجنوبية والصين والإمارات وتركيا وإيران في المرحلة التجريبية.
وكان المحافظ أيضاً ذكر في تصريحات سابقة أن عودة ترامب إلى الرئاسة الأمريكية لن تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الإيراني، بسبب عدم وجود تعاون تجاري ونقدي ومالي مع أمريكا وأوروبا.