شبه الجزيرة نت | أخبار الشحن
رحبت شركة الشحن الألمانية العملاقة “هاباج لويد” (Hapag-Lloyd) يوم الإثنين بالاتفاق الجمركي المؤقت الذي أعلنته الولايات المتحدة والصين، والذي يقضي بخفض الرسوم الجمركية المتبادلة خلال فترة سماح مدتها 90 يوماً، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل فرصة لتعافي حركة التجارة عبر المحيط الهادئ، بعد أشهر من التراجع الحاد الذي تسببت به الأزمة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت الشركة في بيان رسمي عبر البريد الإلكتروني:
“نتوقع زيادة في الحجوزات من الصين إلى الولايات المتحدة، وهو ما سيساعدنا على الاستعداد للدخول في موسم الذروة بشروط أفضل.”
تفاصيل الاتفاق: تخفيض كبير في الرسوم
الاتفاق، الذي أُعلن عنه يوم الإثنين، تضمن تخفيضاً جذرياً في الرسوم الجمركية التي فرضها الطرفان على بعضهما في وقت سابق من هذا العام.
-
الولايات المتحدة ستخفض الرسوم الإضافية المفروضة على وارداتها من الصين من 145% إلى 30%.
-
في المقابل، ستقوم الصين بخفض الرسوم على السلع الأمريكية من 125% إلى 10%.
ويمتد هذا الإعفاء لمدة 90 يوماً فقط، ما يفتح نافذة زمنية ضيقة ولكن حاسمة أمام الشركات لاستئناف الشحنات المؤجلة وتكثيف النشاط التجاري.
تداعيات الأزمة التجارية على خطوط الشحن
كانت الأشهر الماضية قد شهدت تراجعاً كبيراً في حجم التبادل التجاري عبر المحيط الهادئ، وهو ما انعكس بشكل مباشر على قطاع الشحن البحري، حيث اضطرت شركات كبرى مثل MSC وCosco إلى تعليق بعض رحلاتها المنتظمة أو إلغاء رحلات فردية، بينما لجأت شركات أخرى إلى استخدام سفن أصغر حجماً لتقليل الخسائر التشغيلية.
في هذا السياق، أشار خبراء في الصناعة إلى أن “الإعفاء المؤقت” من الرسوم قد يُحدث تدفقاً مفاجئاً وكبيراً للشحنات من الصين إلى الولايات المتحدة، حيث تستعد المصانع الصينية لزيادة الإنتاج استعداداً لارتفاع الطلب خلال نافذة التسعين يوماً.
وبحسب تصريحات “هاباج لويد”، فإن الشركة كانت قد خططت سابقاً لتقليص حجم السفن على الخطوط المتجهة من الصين إلى السواحل الأمريكية، لكنها قد تتراجع عن هذه الخطوة في حال شهدت حجوزات الشحن زيادة كبيرة، مضيفة:
“كنا نخطط لاستخدام سفن أصغر، لكن إذا ارتفع الطلب، قد نعود إلى تشغيل السفن الأكبر بسرعة.”
موسم الذروة… وضغط إضافي على أسعار الشحن
عادةً ما يمتد موسم الذروة في قطاع الشحن البحري من أغسطس إلى أكتوبر، وهي الفترة التي يقوم خلالها كبار تجار التجزئة الأمريكيين بتخزين البضائع تحضيراً لمواسم الأعياد مثل الهالوين، عيد الشكر، وعيد الميلاد.
وبناءً على التوقيت الحالي، فإن الاتفاق الجمركي المؤقت يأتي قبل أسابيع فقط من بدء هذا الموسم، وهو ما قد يضاعف حجم الشحنات، ويدفع أسعار الشحن للارتفاع، خصوصاً خارج العقود طويلة الأجل، كما صرّح “بيتر ساند”، كبير المحللين في منصة تسعير الشحن زينيتا (Xeneta):
“بمتوسط وقت عبور يبلغ 22 يوماً من الصين إلى الموانئ الأمريكية، فإن الشركات ستسعى لاستغلال هذه المهلة الزمنية القصيرة لشحن أكبر كمية ممكنة قبل انتهاء الإعفاء.”
ميرسك… تخفيض السعة واستعداد للعودة
في السياق ذاته، كشفت شركة “ميرسك” الدنماركية، إحدى أكبر شركات الشحن البحري في العالم، أنها خفّضت 20% من سعتها التشغيلية على خط الصين – الولايات المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين، في محاولة للتكيف مع الركود التجاري، لكنها أكدت أنها على استعداد لإعادة تلك السعة بسرعة في حال عاد الطلب.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة، “فينسنت كليرك”، أن قرار إعادة السعة مرتبط باستجابة العملاء الفعلية، مشيراً إلى أن “المرونة التشغيلية” ستحدد قدرة الشركات على الاستفادة القصوى من فترة الإعفاء.
نظرة مستقبلية: هل العودة إلى الانفتاح التجاري ممكنة؟
على الرغم من أن الاتفاق لا يزال مؤقتاً، إلا أنه يمثل خطوة أولى نحو تخفيف التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وربما يشير إلى بداية تحول في لهجة الصراع التجاري الذي أضر بسلاسل الإمداد العالمية وأربك حركة النقل والخدمات اللوجستية لسنوات.
ويرى مراقبون أن أي تمديد لفترة الإعفاء أو تثبيته كاتفاق دائم، قد يُعيد بعض الاستقرار إلى الأسواق التجارية وسلاسل الشحن، لكنهم يحذرون في الوقت نفسه من أن أي انتكاسة سياسية أو انتخابية قد تُعيد فرض القيود سريعاً.