شبه الجزيرة نت | البحر الأحمر
ذكرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أن نجاح قوات صنعاء في ضرب سفينة حربية أمريكية قد يؤدي إلى زعزعة ما وصفته بـ”شعور الأمن الزائف” لدى الأمريكيين، وإجبار الرأي العام الأمريكي على إعادة تقييم السياسات العسكرية للولايات المتحدة وانتشار قواتها حول العالم.
الهجوم الأخير ودلالاته
أشار التقرير إلى الهجوم الأخير الذي نفذته قوات صنعاء على مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر، واصفاً الهجوم بأنه كان “متعدد الاتجاهات”. وبينما لم يحقق الهجوم إصابات مباشرة، فإنه أثار تساؤلات حول مدى هشاشة الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في مواجهة تهديدات غير تقليدية.
وأضاف التقرير: “إذا نجح الحوثيون في استهداف سفينة حربية أمريكية، فسيكون لذلك تأثير عميق على الرأي العام الأمريكي، حيث سيتحول النقاش حول الانتشار العالمي للقوات الأمريكية والتكاليف المرتبطة به إلى محور جديد.”
تحدٍ للأمن القومي والعقيدة العسكرية
وفقاً للتقرير، فإن مثل هذه الضربة ستكون بمثابة صدمة للرأي العام، مذكّرة الأمريكيين بالمخاطر المرتبطة بدور بلادهم كـ”شرطي عالمي”. وجاء في التقرير: “النشر الجماعي والدائم للقوات الأمريكية أمر خطير بطبيعته، ومع ذلك فقد تم خداع الأمريكيين لفترة طويلة ليشعروا بأنهم محصنون ضد التهديدات الخارجية.”
وتابع التقرير: “ضربة ناجحة قد تثير أسئلة حاسمة مثل: كيف يجب نشر القوات الأمريكية؟ وما هي المخاطر التي تستحق التضحية بحياة الجنود الأمريكيين وثرواتهم؟”
إحراج للنظام العسكري الأمريكي
اعتبرت المجلة أن قدرة الحوثيين، الذين يعتمدون على أسلحة منخفضة التكلفة والتكنولوجيا، على تهديد سفن حربية متطورة وباهظة الثمن يمثل تحدياً كبيراً ومحرجاً للبنتاغون.
وأضاف التقرير: “البحرية الأمريكية، المصممة لمواجهة دول كبرى مثل روسيا والصين، قد تجد نفسها مضطرة لإعادة النظر في استراتيجيتها. فالأسلحة المتقدمة التي تعتمد عليها، رغم كفاءتها، قد لا تكون فعالة بالضرورة ضد التهديدات غير التقليدية.”
تداعيات على الرأي العام والسياسات العسكرية
أوضح التقرير أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى تغيير في أولويات السياسة الدفاعية الأمريكية. وقال: “إذا وقع استهداف مباشر وناجح لسفينة حربية، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى تعديل عقيدتها العسكرية، بما يشمل تقليل الاعتماد على النشر الدائم للقوات وابتكار استراتيجيات أكثر مرونة لمواجهة التهديدات غير التقليدية.”
وأضاف التقرير: “الشعور بالأمان الذي يعيشه الأمريكيون قد يتبدد، ما سيدفع إلى زيادة التساؤلات حول جدوى التدخلات العسكرية والتكاليف المرتبطة بها.”
تأثير بعيد المدى
وختمت المجلة تقريرها بالقول إن التهديدات التي تواجهها البحرية الأمريكية من الحوثيين تعكس تحولات في طبيعة الصراعات الحديثة، حيث يمكن للتكنولوجيا المنخفضة التكلفة أن تسبب أضراراً جسيمة، مما يستدعي إعادة التفكير في العقيدة العسكرية الأمريكية.
وأكدت أن التهديد حقيقي بما يكفي لإثارة قلق القادة العسكريين وصناع القرار في واشنطن، وقد يفرض واقعاً جديداً على العمليات البحرية الأمريكية في المنطقة.