مدريد – شبه الجزيرة نت
في موسم استثنائي من الدوري الإسباني لكرة القدم، أثبتت تقنية الفيديو المساعد للتحكيم (VAR) أنها أكثر من مجرد وسيلة لمراجعة القرارات؛ بل تحوّلت إلى عنصر حاسم في تحديد بطل الليغا ومصير عدد من الأندية في أعلى وأسفل سلم الترتيب.
برشلونة، بقيادة المدرب الألماني هانسي فليك، توّج بطلاً لليغا 2024-2025 بعد حسمه اللقب قبل جولتين من النهاية، حيث حقق فوزين متتالين على ريال مدريد وإسبانيول بنتيجتي 4-3 و2-0، على التوالي، قبل أن يتعرض لهزيمة غير مؤثرة أمام فياريال بنتيجة 2-3 في الجولة 37.
لكن ما وراء هذا التتويج، تكشفه الأرقام والتقارير: فوفقًا لصحيفة آس الإسبانية، كان لتقنية “الفار” دور جوهري في رسم معالم هذا السيناريو.
🎥 “الفار” يقلب الطاولة: 12 نقطة تصنع الفارق
أظهرت بيانات الصحيفة أن ريال مدريد فقد 7 نقاط نتيجة قرارات “الفار”، فيما أُضيفت 5 نقاط إلى رصيد برشلونة بسبب قرارات مماثلة. وبهذا، فإن جدول الترتيب في حال غياب هذه التقنية كان سيُظهر ريال مدريد بطلاً لليغا بـ88 نقطة، متقدماً بـ8 نقاط عن برشلونة (80 نقطة).
وأضاف التقرير:
“في واقع موازٍ بلا تقنية الفيديو، كان النادي الملكي سيحتفل اليوم باللقب، بينما كان برشلونة سيكتفي بمطاردة متأخرة غير كافية.”
🏆 مقارنة ترتيب الليغا.. “مع الفار” و”بدونه”
الترتيب | باستخدام الفار | دون استخدام الفار |
---|---|---|
1 | برشلونة – 85 | ريال مدريد – 88 |
2 | ريال مدريد – 81 | برشلونة – 80 |
3 | أتلتيكو مدريد – 73 | أتلتيكو مدريد – 77 |
4 | أتلتيك بلباو – 70 | أتلتيك بلباو – 72 |
… | … | … |
17 | إسبانيول – 39 | إسبانيول – 40 |
18 | ليغانيس – 37 | ليغانيس – 31 |
19 | لاس بالماس – 32 | لاس بالماس – 36 |
20 | بلد الوليد – 16 | بلد الوليد – 16 |
⚠️ صراع الهبوط.. معادلة مقلوبة
لم يقتصر تأثير “الفار” على سباق اللقب فقط، بل امتد ليعيد تشكيل الصراع على البقاء. ووفق تحليل الصحيفة، فإن غياب تقنية الفيديو كان سيعني بقاء لاس بالماس في الدرجة الأولى، وهبوط ريال مايوركا بدلاً منه، فيما كانت ليغانيس ستُرافق بلد الوليد إلى الدرجة الثانية.
لكن الواقع تغير بفعل قرارات “الفار”، فهبط بلد الوليد ولاس بالماس رسميًا، بينما باتت المعركة مفتوحة بين إسبانيول وليغانيس لتفادي المقعد الأخير المؤدي إلى الدرجة الثانية.
⚽ تحوّل جذري في مستقبل الأندية
يرى محللون أن فارق النقاط الناتج عن “الفار” لا يعكس فقط تأثير التقنية في القرارات الفردية، بل في مصير الأندية المالي والرياضي، حيث يؤثر البقاء أو الهبوط في قيمة العقود، والرعاية، وحتى مستقبل اللاعبين.
وفي هذا السياق، قال خبير التحكيم الإسباني “خوان أندرو”:
“تقنية الفار تغيّر المفهوم التقليدي للمنافسة، وهي بحاجة إلى معايير أكثر شفافية حتى لا تتحوّل من أداة إنصاف إلى عامل حسم مثير للجدل.”
🧠 تحليل: هل باتت التقنية تحسم البطولات؟
يشير مراقبون إلى أن “الفار”، رغم فوائده في تصحيح الأخطاء، أثار موجة من الجدل حول العدالة التنافسية. فبينما يرحب البعض بدورها في تصحيح القرارات المصيرية، يرى آخرون أن بعض الحالات ما زالت تُفسَّر بشكل غير موحد.
ويبقى السؤال المطروح بقوة: هل تحولت التقنية من عنصر مساعد إلى عنصر حاسم في البطولات الكبرى؟
المصدر: الجزيرة نت