الإثنين, ديسمبر 23, 2024
الرئيسيةمقالاتالولايات المتحدة مطعم بوجبة واحدة: رؤية نقدية للانتخابات الأمريكية بقلم الناشط اليمني...

الولايات المتحدة مطعم بوجبة واحدة: رؤية نقدية للانتخابات الأمريكية بقلم الناشط اليمني البارز مالك المداني

شبه الجزيرة نت | مقالات

قدم الكاتب والناشط اليمني مالك المداني رؤية نقدية لاذعة حول الانتخابات الأمريكية، معتبرًا أن النظام السياسي الأمريكي يقدم “وجبة واحدة” متكررة بغض النظر عن الوجوه أو الأحزاب المتنافسة. وفي مقال شبه فيه المداني السياسة الأمريكية بمطعم يقدم خيارات ظاهرية دون أي اختلاف جوهري، يرى أن الناخبين لا يملكون حرية حقيقية في اختيار رئيسهم، حيث يتكرر النهج ذاته بغض النظر عن الرئيس المنتخب، سواء كان ديمقراطيًا أو جمهوريًا.

كتب المداني قائلاً: “الولايات المتحدة الأمريكية مطعم كبير يقدم وجبة واحدة! ولكن النادل لا ينفك عن سؤالك: ما الذي تريده على الغداء يا سيدي؟!” موضحاً في إشارة رمزية إلى السياسيين الذين يبدون مختلفين في الظاهر، لكنهم في الجوهر يقدمون نفس السياسات.

وفي وصفه لتأثير الانتخابات على السياسة الأمريكية، يقول المداني: “سبعة وأربعون رئيساً سكن البيت الأبيض، سبعة وأربعون ولم تختلف سياساتهم قط! لكنكم مازلتم تتوقعون رؤية وجبة مختلفة على الطبق!” مشيرًا إلى أن السياسة الأمريكية لم تتغير على مدار عشرات الرؤساء المتعاقبين.

ويعتبر المداني أن الانتخابات مجرد وسيلة لإبقاء الجمهور في حالة تظاهر بالاختيار، فيقول: “الخراف لا تختار راعيها .. الخراف تختار كلب حراستها فقط!”، مشيراً إلى أن النظام يُبقي على السلطة الحقيقية في يد القلة التي تدير الأمور خلف الكواليس، بينما يقدم للجماهير حرية ظاهرية لا تؤثر في المشهد.

وفي ختام مقاله، دعا المداني إلى التوقف عن “الجدال مع النادل” وإدراك أن “التغيير الحقيقي لا يأتي من تبديل الوجوه في البيت الأبيض، بل من تغيير الطاهي نفسه”.

المقال:

الولايات المتحدة الأمريكية مطعم كبير يقدم وجبة واحدة!
ولكن النادل لا ينفك عن سؤالك:
ما الذي تريده على الغداء يا سيدي ؟!
ضع وجبتك اللعينة وانصرف ، هذا ما أريد!!
هاريس .. ترمب .. ديمقراطي .. جمهوري ..
شطيرة سبانخ مع البيض .. شطيرة بيض مع السبانخ ، لا فرق!؟
لا يمكن التفضيل بين الشيء ونفسه!
قائمتكم الطويلة تحتوي على وجبة واحدة فقط!!
وهي بالمناسبة سيئة المذاق كما أنها باهضة الثمن!!
لذا قدموها وحسب وكفى تحايلاً وسخف!
هل تظنون أيها الحمقى أن العالم مكان يمنح قاطنيه ترف الإختيار ؟!
هل تظنون أن نظام عالمي قبيح كهذا سيسمح لكم بالعبث بأركانه ؟!
أنتم أغبياء إلى هذا الحد إذاً !
حد التصديق أن لكم مساحة .. حد الترقب ..
حد الإنتظار والتحليل والتوقع والتطلع والمشاركة!
هل تعلمون ما معضلة الإقتراع ؟!
الغالبية!
وهل تعلمون ما مشكلة الغالبية ؟!
انهم حمقى!!
وإن كان هنالك أحد سيضع مصيره بين يدي أحمق
فبالتأكيد بأنها ليست الولايات المتحدة الأمريكية!!
هذا العالم لا يحدد هوية من يرأسه ، هذه حقيقة قد تكون جديدة عليكم!!
هامش حريتكم ينتهي عند انتخابات الحراسة لا الرئاسة!
الخراف لا تختار راعيها .. الخراف تختار كلب حراستها فقط!
هل تفضلون القوقازي ام الماستيف ، القوي ام الذكي ، هذا كل ما لديكم .. وكل ما لديكم لا يهم !
مايهم أنكم ستذبحون!!
لذا إليكم هذه المعلومة ..
الولايات المتحدة الأمريكية ليست قرار شخص او نزوة رجل!
انتم أمام فكر ومشروع ونظام ، يدار في الظل!
يقدم لكم الشيطان وانعكاسه في المرآة ويطلب منكم إختيار أيهما تريدون!!
سبعة واربعون رئيساً سكن البيت الأبيض ،
سبعة وأربعون ولم تختلف سياساتهم قط!
لكنكم مازلتم تتوقعون رؤية وجبة مختلفة على الطبق!
الأمر الذي لن يحدث !
ليس وأنتم على طاولة الطعام ، تجادلون النادل!
تريدون شريحة لحم او صحن فلافل ؟!
عليكم اقتحام المطبخ في الخلف وتغيير الطاهي نفسه .. لا ؟!
فللتناولوا غدائكم بصمت إذاً..

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

آخر الأخبار