شبه الجزيرة نت | الأخبار العالمية
أعلن رئيس الصومال، حسن شيخ محمود، أن تركيا تعمل على بناء منشأة لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى في الصومال. جاء هذا الإعلان بعد وساطة تركية أثمرت اتفاقاً يمنح إثيوبيا منفذاً إلى الساحل الجنوبي لخليج عدن، وهو ما وصفه محللون بأنه يخدم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، أبرز حلفاء إثيوبيا في المنطقة.
التطورات الرئيسية:
وفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ وترجمه موقع يمن إيكو، أوضح الرئيس الصومالي خلال فعالية في مقديشو أن المشروع التركي سيسهم في خلق فرص عمل وزيادة الإيرادات للصومال، مشيراً إلى الموقع الاستراتيجي للبلاد الذي يتيح إطلاق الصواريخ بأمان نحو المحيط الهندي.
ووافقت الحكومة الصومالية على استثمار تركي بقيمة 6 مليارات دولار، مستندة إلى العلاقات القوية التي بدأت بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2011، والتي شملت إنشاء أكبر قاعدة تدريب عسكرية تركية خارج تركيا في الصومال.
الأبعاد الاستراتيجية:
يرى مراقبون أن هذه الخطوة التركية لا تقتصر على تحقيق طموحات أنقرة في تعزيز قدراتها الفضائية والصاروخية، بل تمتد لدعم التحالف الأمريكي الإسرائيلي النشط في المنطقة. وتأتي هذه التحركات تمهيداً لمواجهة عسكرية محتملة مع أنصار الله (الحوثيين)، الذين فرضوا حظراً بحرياً على الملاحة الإسرائيلية دعماً لقطاع غزة.
اتفاق تاريخي:
في مؤتمر صحفي مشترك بتاريخ 14 ديسمبر، أعلن أردوغان عن اتفاق “تاريخي” بين الصومال وإثيوبيا يمنح الأخيرة منفذاً آمناً ومستداماً إلى البحر تحت السيادة الصومالية، في خطوة تهدف إلى تقليل التوترات في القرن الأفريقي وتعزيز النفوذ التركي في المنطقة.
تحركات غربية وإقليمية:
تزامناً مع الإعلان التركي، تسعى الولايات المتحدة لتوحيد حلفائها في اليمن تحت قيادة المجلس الرئاسي. ودعا القائد الإماراتي المدعوم طارق صالح إلى توحيد الجهود العسكرية لتحرير صنعاء، على غرار ما حدث في دمشق، وفقاً لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.
كما توجه وفد عسكري وأمني يمني إلى إثيوبيا للمشاركة في ورشة عمل حول القانون الدولي الإنساني، ما يعكس تصاعد التحركات العسكرية الغربية في القرن الأفريقي استعداداً لهجوم محتمل ضد أنصار الله.
الأهمية الاستراتيجية:
يمتلك الصومال شريطاً ساحلياً يتجاوز 740 كيلومتراً على طول خليج عدن، ما يجعله محوراً مهماً للتحالفات العسكرية والاقتصادية. وتسعى تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، بالقرب من الأراضي الواقعة تحت سيطرة أنصار الله في اليمن.
وأشار موقع ذا كونفرسشن إلى أن تركيا عززت مشاركتها في الصومال للتصدي للتهديدات الأمنية، بما في ذلك الحظر البحري الذي فرضه أنصار الله. وفي فبراير 2024، أعلنت أنقرة عن اتفاقية دفاع جديدة مع مقديشو، في إطار خطتها لإنشاء قواعد عسكرية في القرن الأفريقي، تشمل الصومال وإثيوبيا وجيبوتي، إلى جانب القواعد الأمريكية والإسرائيلية.