الجمعة, نوفمبر 15, 2024
الرئيسيةالاقتصاد‏قمة بريكس: نحو فك القيود وإصلاح النظام المالي العالمي

‏قمة بريكس: نحو فك القيود وإصلاح النظام المالي العالمي

شبه الجزيرة نت | اقتصاد

تسعى دول “بريكس” من خلال قمتها المنعقدة في ‎#قازان بين 22 و24 أكتوبر الجاري، إلى “عالم متعدد الأقطاب” بعيداً عن الهيمنة الاقتصادية الأمريكية، وسط حضور دولي كبير من 36 دولة، مع انضمام دول جديدة إلى المجموعة.

فقد انضمت إلى بريكس ‎#مصر و ‎#إثيوبيا و ‎#الإمارات و ‎#إيران، وأعلنت بريكس عن الموافقة على انضمام 10 دول شريكة غير معلنة، وقالت ‎#موسكو إن المجموعة ستشهد مزيداً من التوسع عبر هذا الانتقاء. ووفق الرئيس الروسي فإن هناك أكثر من 30 دولة أبدت رغبتها في الانضمام للمجموعة.

ويُعد هذا الاجتماع هو السادس عشر لمجموعة بريكس على مستوى القمة منذ تأسيسها في عام 2006، وهو الأول بعد توسيعها مطلع العام بدعوة مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات و ‎#السعودية إلى الانضمام إلى جانب الأعضاء المؤسسين: ‎#البرازيل و ‎#روسيا و ‎#الصين و ‎#الهند و ‎#جنوب_أفريقيا.

وحسب متابعات مرصد بقش، فإن فعاليات بريكس تركز على فكرة التخلص من الدولار الأمريكي في المعاملات المتبادلة بين دول التكتل، خصوصاً مع تزايد العقوبات الأمريكية على ‎#روسيا منذ بدء الحرب الأوكرانية، وهو ما يُنظر إليه بأنه زعزع الثقة في الدولار كعملة احتياطية عالمية.

ووفقاً لمساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسات الخارجية يوري أوشاكوف، فقد توصلت النقاشات في القمة إلى تفاهم حول توسيع المجموعة بضم 13 دولة دون تحديدها علناً حالياً، لأنه “من الضروري أن نناقش مع هذه البلدان مدى الاستعداد للانضمام إلى العضوية الكاملة في بريكس أو التعاون معها وفق صيغة أخرى”.

ورأى رئيس البرلمان الروسي أن قمة بريكس أظهرت فشل خطط ‎#واشنطن و ‎#الاتحاد_الأوروبي لعزل موسكو، وقال إن اقتصادات دول بريكس تنمو بسرعة وثبات، إذ تجاوز نصيبها من الناتج المحلي الإجمالي العالمي حسب تعادل القوة الشرائية نظيرتها في مجموعة السبع.

هذا وركزت القمة على الأمن الغذائي والطاقة، وقضايا الشرق الأوسط، وقد حضرها أمين عام ‎#الأمم_المتحدة مما أثار استنكار ‎#أوكرانيا.

مقترحات روسية: منصة جديدة وممرات مهمة

اقترح بوتين إنشاء منصة خاصة بمجموعة بريكس من شأنها أن تساعد في إطلاق العنان لإمكانات الاقتصادات المتنامية في الدول الأعضاء في المجموعة، وتهدف هذه المنصة إلى زيادة تدفقات الاستثمار إلى دول مجموعة بريكس والجنوب والشرق العالميَّين، والتركيز على الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والتكنولوجيا الكبيرة في تلك البلدان.

وتريد موسكو بناء آليات مالية متعددة الأطراف بديلة وموثوقة وخالية من أي إملاءات لسلاسل الإنتاج واللوجستيات، وإقامة تبادل للتكنولوجيات والمعرفة المتقدمة، وتطوير وزيادة قدرة ممرات النقل الدولية الجديدة.

لذلك دعا بوتين الدول المهتمة إلى المشاركة في تطوير ممر الملاحة الشمالي، وممر “شمال – جنوب”.

وممر الملاحة الشمالي، يمتد عبر الدائرة القطبية الشمالية ويربط المحيطين الأطلسي والهادئ، ومن المتوقع أن يصبح ممر الملاحة طريقاً تجارياً رئيسياً بين ‎#أوروبا و ‎#آسيا، حيث يقلل هذا المسار فترة الشحن مقارنة بالمسارات التقليدية عبر قناة ‎#السويس أو قناة ‎#بنما.

أما ممر الشحن “شمال – جنوب” فهو مسار متعدد الوسائط من ‎#سان_بطرسبرغ شمال غربي روسيا إلى ميناء ‎#مومباي في ‎#الهند عبر ‎#إيران بطول يبلغ 7.2 ألف كيلومتر، ويتضمن الممر ثلاثة مسارات شحن دولية عبر بحر قزوين باستخدام السكك الحديدية من وإلى الموانئ، ومسارين بريين غربي وشرقي.

إصلاح النظام المالي العالمي

وتنظر مجموعة بريكس أنها قادرة على إصلاح المالي العالمي بوصفها تمثل حالياً قرابة 35% من الاقتصاد العالمي، و45% من سكان العالم.

وترى بريكس أن هناك حاجة إلى إصلاح الهيكل المالي الدولي القائم في مسعى لمواجهة التحديات المالية العالمية من بينها حوكمة الاقتصاد العالمي لجعل الهيكل المالي الدولي أكثر شمولية وإنصافاً.

وتقول دول بريكس إنها تريد إنشاء نظام مدفوعات عابر للحدود بين دول المجموعة، بوسائل دفع تتسم بالسرعة والتكلفة المنخفضة والكفاءة والشفافية والأمان والشمولية، والتي تستند إلى مبدأ تقليل الحواجز التجارية وضمان الوصول غير التمييزي، كما ترحب باستخدام العملات المحلية في المعاملات المالية بين دول بريكس وشركائها التجاريين.

وقد تم الاتفاق على مناقشة ودراسة جدوى إنشاء بنية تحتية مستقلة للتسويات والإيداعات عبر الحدود تعرف باسم (بريكس كلير)، وهي مبادرة تهدف إلى تكملة البنية الأساسية الحالية للسوق المالية، وتقديم خدمات إعادة التأمين بشكل مستقل في بريكس.

ووفقاً لبريكس، يتم تركيز آلية التعاون بين البنوك في المجموعة على تيسير وتوسيع الممارسات والأساليب المالية المبتكرة للمشاريع والبرامج بما في ذلك إيجاد آليات مقبولة للتمويل بالعملات المحلية.

كما تحافظ بريكس على شبكة أمان مالية عالمية قوية وفعالة تعتمد بشكل أساسي على صندوق ‎#النقد_الدولي، على أن يكون قائماً في جوهره على الحصص وممولاً بشكل كاف.

رد الفعل الأمريكي: الدول حرة الاختيار

من جانبها علقت واشنطن على قمة بريكس قائلة إنها تعتقد أن الدول هي دول ذات سيادة ولها حرية الاختيار وتتخذ قراراتها الخاصة بشأن الدول والمجموعات التي ترتبط بها.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، إن ما تركز عليه واشنطن والنهج الذي تتبعه بخصوص السياسة الخارجية والدبلوماسية هو التركيز على “العمل مع الشركاء في مختلف أنحاء العالم لبناء أوسع وأعمق تحالفات ممكنة للمساعدة في تحقيق أهدافنا المشتركة”.

وأشار باتيل إلى أن الولايات المتحدة تريد أن تعمل مع الدول من خلال الاستثمار في الأشياء التي تعرف أن مثل هذه الدول تبحث عنها.

و”فيما يخص التركيبة المحددة لمجموعة البريكس، فإننا سنواصل العمل ونحافظ على علاقات قوية وإيجابية مع البرازيل وجنوب أفريقيا والهند، ونحن نعمل على المستوى الثنائي مع هذه البلدان في عدد من المجالات الرئيسية، وهي مجالات رئيسية نعتقد أنها ستستمر في تحديد ملامح القرن الحادي والعشرين”.

أما “عندما يتعلق الأمر بالصين، فإن هدفنا ونيتنا الاستمرار في إدارة هذه العلاقة ومنافستنا مع الصين بمسؤولية، لكن فيما يخص روسيا فسنواصل صد العدوان الروسي (على أوكرانيا) وتوضيح الأمر لأي دولة على هذا الكوكب بأنه لم يعد بإمكانها أن تستمر في العمل كالمعتاد مع الاتحاد الروسي” على حد تعبيره.

المصدر: مرصد بقش الاقتصادي

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

آخر الأخبار