شبه الجزيرة نت | عالمي-واشنطن – وكالات:
تشهد الأسواق العالمية موجة متصاعدة من الدعوات لمقاطعة المنتجات الأمريكية، ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عشرات الدول، وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية وخيمة قد تصل إلى إفلاس شركات أمريكية كبرى، في حين يتوقع خبراء تحولًا نحو تعزيز الصناعات المحلية في الدول المقاطِعة.
أوروبا في الصدارة.. ومقاطعة شعبية واسعة
أفادت تقارير إعلامية، منها تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن حركات المقاطعة تكتسب زخمًا في أوروبا، حيث بدأ مستهلكون في أيرلندا وبريطانيا وألمانيا وغيرها استبدال المنتجات الأمريكية بأخرى محلية أو أوروبية. ومن أبرز الأمثلة:
- مواطنة أيرلندية تخلصت من جبن فيلادلفيا، أوريو، ليسترين، وجاك دانيلز، وعلقت: “نصف الأمريكيين اختاروا ترامب.. هذا مخيب للآمال”.
- ساعي بريد بريطاني أوقف شراء مايونيز هيلمانز وقهوة ماكدونالدز، مؤكدًا أن أصدقاءه انضموا للمقاطعة منذ انتخاب ترامب.
- في ألمانيا، دعا نشطاء إلى شراء أديداس وفولكس فاغن بدلًا من نايكي وتسلا، ورفعوا شعار “اشترِ أوروبيًا”.
قوائم المقاطعة.. من الويسكي إلى السيارات
تضم قائمة السلع المستهدفة:
- مشروبات: كوكاكولا، بيرة سييرا نيفادا، الويسكي الأمريكي.
- منتجات غذائية: الدواجن، لحوم البقر، فول الصويا، التوت.
- صناعية: سيارات، دراجات نارية، سفن، شفرات حلاقة (جيليت).
تأثير اقتصادي.. وأرقام صادمة
- الصادرات الأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي تبلغ 373 مليار دولار سنويًا، لكنها تواجه تراجعًا بنسبة 4% منذ فرض الرسوم.
- ألمانيا، الشريك التجاري الأول لأمريكا (تبادل تجاري بقيمة 273 مليار دولار)، تشهد احتجاجات رغم تحذيرات حكومتها من “تأثير المقاطعة على الاقتصاد”.
- خبراء يتوقعون خسائر فادحة للشركات الأمريكية، خاصة في قطاعات السيارات والمشروبات والزراعة.
مبادرات بديلة.. وتعزيز الصناعة المحلية
برزت منصات مثل “غو يوربيان دوت أورغ” و”اشترِ من الاتحاد الأوروبي” لدعم المنتجات الأوروبية، فيما أكدت تقارير أن الشركات الأمريكية العاملة في أوروبا (مثل جيليت في ألمانيا) قد تتأثر أقل بسبب تصنيعها محليًا.
خلفية الأزمة
تأتي هذه الخطوات بعد قرار ترامب في أبريل 2024 فرض رسوم جمركية على واردات من الاتحاد الأوروبي والصين والمكسيك، ما أثار حربًا تجارية وانتقادات واسعة وصفها تقرير “سي إن إن” بأنها “درس لم يتعلمه الأمريكيون”.
خلاصة:
الموجة الاحتجاجية تعكس غضبًا عالميًا من السياسات الأمريكية، مع توقعات بتحولات جذرية في أنماط الاستهلاك والاقتصاد العالمي، بينما تواجه واشنطن خطر فقدان حصتها السوقية في واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية عالميًا.