الإثنين, ديسمبر 23, 2024
الرئيسيةالبحر الأحمرهجمات البحر الأحمر محور زيارة ليندركينغ.. وغياب لخارطة الطريق

هجمات البحر الأحمر محور زيارة ليندركينغ.. وغياب لخارطة الطريق

شبه الجزيرة نت | البحر الأحمر 

ركزت زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، إلى المنطقة خلال يومي 24 و25 نوفمبر، على ضرورة وقف هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر، فيما غابت الإشارة إلى خارطة الطريق المتعلقة بالسلام، وفقاً لبيانات وزارة الخارجية الأمريكية. هذا التطور يعكس إصرار واشنطن على ربط أي تقدم في ملف السلام بوقف عمليات قوات صنعاء التي تعد امتداداً لدعمها لغزة، حسبما أفادت تقارير إعلامية.

تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية

في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية اليوم، أكدت الوزارة أن ليندركينغ أجرى لقاءات في مسقط والرياض ركزت على “الحاجة إلى وقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر”. كما شدد على اتخاذ خطوات لمواجهة هذه الهجمات، بما في ذلك “منع البضائع والأسلحة غير المشروعة”.

ورغم أهمية الزيارة، لم يتطرق البيان إلى خارطة الطريق التي تم التوصل إليها سابقاً بين صنعاء والرياض بوساطة عمانية، والتي كانت تأمل الأطراف المعنية أن تكون إطاراً لإحلال السلام في اليمن.

ونشر حساب مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية تغريدة أكد فيها أن ليندركينغ والسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن عقدا لقاءً مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، ركز على “وقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر” وتعزيز الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل دائم للصراع.

كما تم نشر تغريدة أخرى أظهرت لقاء المبعوث الأمريكي ورئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، حيث تكرر الحديث عن “ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر” ومنع تدفق الأسلحة إليهم.

غياب ملف السلام وخارطة الطريق

تكشف تصريحات المسؤولين وبيانات وزارة الخارجية أن موضوع هجمات البحر الأحمر هيمن على جدول الزيارة، مع غياب تام لملف السلام وخارطة الطريق. مراقبون يرون أن هذا الغياب يعكس توجهًا أمريكيًا لتجميد مسار السلام وربطه بشروط مسبقة تتعلق بوقف عمليات قوات صنعاء، خصوصاً تلك المساندة لغزة.

بحسب تقارير سابقة، لوكالة بلومبرغ، تضع الولايات المتحدة شرطًا واضحًا لاستكمال خارطة الطريق: وقف الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء عبر البحر الأحمر.

السعودية وخيار “خفض التصعيد”

في سياق متصل، نشر السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر تغريدة على منصة “إكس”، أشار فيها إلى “اجتماع مثمر” مع المبعوث الأمريكي والسفير الأمريكي لدى اليمن. تناول الاجتماع تطورات الوضع في اليمن والبحر الأحمر والجهود الدبلوماسية لدعم التهدئة، إلا أن التغريدة لم تأتِ على ذكر خارطة الطريق.

يرى مراقبون أن السعودية تسعى إلى الحفاظ على الوضع الحالي الذي تسميه حكومة صنعاء بـ”خفض التصعيد”، خشية استهداف منشآتها الحيوية من قبل قوات صنعاء. وقد سبق لقائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، أن هدد باستئناف الهجمات إذا استمرت السعودية في دعم قرارات البنك المركزي اليمني بعدن بشأن نقل البنوك التجارية من صنعاء، وهو ما دفع الرياض للتراجع عن هذه الخطوة.

الملف الاقتصادي والإنساني

إلى جانب المخاوف الأمنية، أشار السفير السعودي في تصريحاته إلى الظروف الاقتصادية والإنسانية الراهنة، مما يعكس قلق المملكة من تفاقم الوضع في اليمن إذا عاد التصعيد. هذا التوجه يتماشى مع الجهود الدولية لدعم الاستقرار النسبي في المنطقة، لكنه يتعارض مع الموقف الأمريكي المتشدد تجاه هجمات البحر الأحمر.

لقد سلطت زيارة ليندركينغ الأخيرة الضوء على أولويات الولايات المتحدة التي تركز على وقف هجمات البحر الأحمر كشرط أساسي للتقدم في ملف السلام. ومع غياب الحديث عن خارطة الطريق، يبقى المشهد اليمني مرهونًا بالتفاهمات الأمنية التي تربطها واشنطن بالقضايا الإقليمية الأوسع، خاصة دعم صنعاء لغزة. في المقابل، يبدو أن السعودية تسعى لتجنب التصعيد وتخفيف الضغط على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، مما قد يضعها في مواجهة خيارات صعبة في المرحلة المقبلة.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

آخر الأخبار