شبه الجزيرة نت | اقتصاد | أحداث غزة
يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا هي البلد الوحيد الذي فرض قيوداً اقتصادية على إسرائيل خلال الحرب على غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023.
وكانت وزارة التجارة التركية في أبريل الماضي أعلنت عن فرض قيود على تصدير منتجات من 54 فئة مختلفة إلى إسرائيل حتى يتم وقف إعلان الحرب على غزة وفقاً لمتابعات بقش، إلا أنه لم تمض أيام على ذلك الإعلان حتى أعلنت وسائل الإعلام العبرية عن تراجع تركيا عن موقفها.
فوفقاً لصحيفة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية، في تقرير لها في شهر مايو 2024، أرسلت وزارة التجارة التركية رسائل إلى المصانع الإسرائيلية في قطاع البناء، جاء فيها أن أنقرة مستعدة للموافقة المؤقتة على استئناف الإمدادات إلى إسرائيل، وذلك بعد أيام فقط على قرار الرئيس التركي إيقاف التبادل التجاري الكامل بين الطرفين.
وفي مايو أيضاً أكدت الخارجية الإسرائيلية أن رئيس تركيا تراجع عن موقفه السابق ورفع كثيراً من القيود التجارية التي فرضها على إسرائيل، وهو ما ردَّ عليه وزير التجارة التركي بالقول إن لا صحة لذلك وإن تخفيف الحظر التجاري مع إسرائيلي عبارة عن مزاعم خيالية لا علاقة لها بالواقع.
وفي مايو الماضي قال أردوغان إن حجم التجارة بالكامل كان قد بلغ 9.5 مليار دولار، إلا أنه أصبح “غير موجود”. وكانت إسرائيل قد احتلت المرتبة الثالثة عشرة على قائمة صادرات تركيا، بحجم تجارة بلغ 5.4 مليار دولار في عام 2023 وحده وفقاً لبيانات اطلع عليها بقش من معهد الإحصاء التركي، ويشار إلى أن اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين دخلت حيز التنفيذ منذ عام 1997.
تجارة مستمرة رغم المقاطعة
تشير بيانات حركة السفن إلى أن عمليات التصدير التركية إلى الموانئ الإسرائيلية استمرت رغم القرار التركي المعلن بالمقاطعة، مع تقليل أعداد السفن مقارنة بما قبل القرار.
حيث بلغ معدل التصدير التركي ثماني سفن يومياً خلال الأشهر الثمانية الأولى من الحرب، وبعد أن أقرت الحكومة التركية إيقاف التصدير بالكامل في شهر مايو الماضي، بدأت بتدشين تجارة في مطلع يونيو تم الإعلان عن أنها لصالح دولة #فلسطين، بقيمة مئات ملايين الدولارات.
وفقاً للتقارير فإن هذه الصادرات التي تشمل الفولاذ والحديد والإسمنت والأسلاك الشائكة والبارود والمواد الكيميائية وغيرها، والتي كانت تذهب بشكل مباشر إلى الشركات الإسرائيلية، أصبح يتم تصديرها إلى الضفة الغربية، في حين أنه لا يتم استخدام هذه المواد في الصناعة من قبل الفلسطينيين.
وتقول المعلومات المتوفرة إن شركات تركيا واصلت التصدير إلى إسرائيل عبر موانئ دول ثالثة، حيث نمت التجارة التركية مع اليونان على سبيل المثال منذ شهر مايو.
وواصلت شركات تركيا تصديرها المباشر إلى إسرائيل وعلى رأسها شركة “إيتش داش” المملوكة للأخوين بيرم وتاج الدين أصلان، وذلك عبر سفن منها سفينة راموس التي انطلقت من ميناء تشاناق قلعة محمّلة بالإسمنت والفولاذ في 06 سبتمبر الماضي، ووصلت إلى ميناء حيفا في 10 سبتمبر.
وكانت شركة إيتش داش تؤمن قرابة 65% من احتياج إسرائيل للفولاذ قبل قرار المنع التركي المعلن. وفي سبتمبر بلغ عدد السفن قرابة 11 سفينة نُشرت بياناتها.
وترى الكاتبة التركية فايزة نور تشالق أوغلو، أن الحكومة التركية تلتزم الصمت تجاه هذه البيانات التي تؤكد وفود السفن التركية إلى إسرائيل بميناءي حيفا و أشدود.
هذا وكانت جمعية شباب الأناضول في مدينة أضنة التركية، احتجت على تواصل تدفق النفط من أذربيجان إلى إسرائيل عبر تركيا.
وتؤكد صحيفة غلوبس في بيانات طالعها بقش أن صادرات النفط من أذربيجان إلى إسرائيل عبر تركيا مستمرة رغم المقاطعة، حيث لم توقف تركيا تحميل ناقلات النفط من ميناء جيهان التركي إلى إسرائيل، إذ يصل النفط من خلال أنبوب “باكو أذربيجان – تبليسي (جورجيا) – جيهان (تركيا”، ثم يتم تحميله في ميناء جيهان على ناقلات النفط إلى حيفا.
وأفاد بأنه وفي يناير على سبيل المثال، احتلت إسرائيل المركز الأول في جدول أهداف صادرات النفط الأذربيجانية بواقع 523.5 ألف طن بقيمة نحو 297 مليون دولار.
ويَعتبر موقع غلوبس أن السبب وراء عدم مساس تركيا بإمدادات النفط إلى إسرائيل لا يكمن في مصلحة أنقرة مع تل أبيب وإنما في مصلحتها مع أذربيجان، حيث يتمتع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بعلاقة ممتازة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن بشكل أكبر مع الرئيس التركي أردوغان.
المصدر: بقش + وكالات