شبه الجزيرة نت | البحر الأحمر – الشحن
أظهر تحليل أجرته شركة Sea-Intelligence أن أزمة البحر الأحمر عمّقت من الاختلالات القائمة في التجارة العالمية، عبر تضخم حركة الحاويات الفارغة وارتفاع المسافات التي تقطعها، ما يضاعف أعباء تكاليف الشحن على خطوط الملاحة وسلاسل التوريد الدولية.
حركة الحاويات الفارغة في تصاعد
بيّنت بيانات إحصاءات تجارة الحاويات (CTS) أن الطلب على الحاويات الممتلئة، المقاسة بالوحدات المكافئة لعشرين قدماً، ما يزال متقلباً، في حين شهدت حركة الحاويات الفارغة ارتفاعاً متسارعاً منذ عام 2020. وأكدت Sea-Intelligence أن هذه الزيادة تعكس خللاً هيكلياً في التدفقات التجارية العالمية، إذ إن المسافات الطويلة التي تقطعها الحاويات الفارغة تُضيف تكاليف غير مباشرة على نقل الحاويات الممتلئة، حيث تُوزَّع الكلفة على البضائع المدفوعة.
ارتفاع في المسافات والتكاليف
وفق الحسابات الحديثة، يتعين على الشركات حالياً نقل حاوية فارغة لمسافة 4.1 ميل بحري مقابل كل 10 أميال تقطعها حاوية ممتلئة، مقارنة بـ 3.1 ميل بحري في عام 2019، أي قبل جائحة كورونا. هذا الفارق يبرز حجم الضغوط المتزايدة على قطاع الشحن العالمي، الذي يواجه تحديات في إعادة التوازن بين تدفقات الحاويات الفارغة والممتلئة.
أزمة مستمرة لا مؤقتة
التقرير أشار إلى أن أزمة البحر الأحمر ساهمت في تفاقم المشكلة، لكنها ليست السبب الوحيد، إذ تؤكد البيانات أن الاتجاه أوسع وأطول مدى. فبعد انخفاض قصير في عام 2022، عادت حركة الحاويات الفارغة إلى النمو، بالتوازي مع زيادة متوسط مسافات الشحن، ما يعكس اتجاهاً طويل الأجل يفرض ضغوطاً متصاعدة على تكاليف النقل وسلاسل الإمداد العالمية.