شبه الجزيرة نت | اقتصاد
يشهد سوق الطاقة العالمي تطورات متسارعة، مع توقعات جديدة من البنك الدولي ومؤسسات أخرى بشأن إمدادات النفط وأسعار السلع الأساسية.
إمدادات الطاقة وأسعار السلع الأساسية
وفقاً للبنك الدولي، من المتوقع أن تنخفض أسعار السلع الأولية إلى أدنى مستوياتها خلال خمس سنوات بحلول عام 2025. هذه الانخفاضات تأتي في ظل وفرة غير مسبوقة في إمدادات النفط، والتي من المرجح أن تحد من التأثيرات الاقتصادية السلبية نتيجة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن أسعار السلع الأولية ستظل أعلى بحوالي 30% مقارنة بالمتوسطات خلال السنوات الخمس التي سبقت جائحة كورونا.
كما يتوقع البنك الدولي أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلب بمعدل 1.2 مليون برميل يومياً في العام 2025، وهي وفرة لم يتم تجاوزها سوى مرتين في التاريخ الحديث، بما في ذلك عمليات الإغلاق خلال جائحة كوفيد-19.
تشير التحولات في السوق الصينية، حيث استقر الطلب على النفط منذ عام 2023، إلى تغيرات في إنتاجها الصناعي وارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية، مما يؤثر أيضاً على إمدادات النفط العالمية.
استعادة حركة الشحنات
في سياق متصل، تسعى هيئة قناة بنما لاستعادة حركة السفن التي تحمل الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى آسيا، وذلك بعد انخفاض كبير في الحركة بسبب الجفاف. مع انتعاش الطلب الآسيوي المتوقع على الغاز الطبيعي، يتطلب الأمر زيادة الشحنات عبر القناة في العام المقبل.
التطورات في الولايات المتحدة والصين
أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية عن طلب جديد يصل إلى ثلاثة ملايين برميل من النفط لدعم الاحتياطي الاستراتيجي خلال الفترة من أبريل إلى مايو 2025. من جهة أخرى، تعتزم الصين تقليص صادراتها من المنتجات البترولية المكررة بنسبة 12.4% في نوفمبر، ما يعكس التحديات التي تواجهها في السوق العالمية.
أرباح الشركات وضغوط السوق
تواجه شركة OMV النمساوية تراجعاً في أرباحها بنسبة 20% في الربع الثالث من عام 2024، نتيجة ضعف تجارة النفط. كما تشير شركة أرامكو السعودية إلى أن دول الجنوب تستهلك فقط عُشر الطاقة المستهلكة عالمياً، وهو ما يعكس الفجوة بين استهلاك دول الشمال والجنوب.
تعمل أرامكو أيضاً على إنشاء أكبر مركز لتقليل الانبعاثات في المملكة، والذي من المتوقع أن يكتمل بحلول نهاية 2027.
أسعار النفط والطاقة في أمريكا
في الولايات المتحدة، تراجعت أسعار البنزين دون مستوى 3 دولارات للجالون للمرة الأولى منذ عام 2021، وهو ما يعكس تأثير انخفاض أسعار النفط العالمية.
الديون والتحديات في السعودية
تتزايد اعتماد السعودية على الديون بسبب تراجع عائدات النفط، حيث تمثل 50 مليار دولار من الديون ضغوطاً مالية متزايدة على المملكة. تحتاج السعودية إلى أن يكون سعر برميل النفط أعلى من 96 دولاراً لتحقيق التوازن في ميزانيتها هذا العام، وهو ما يعد تحدياً كبيراً في ظل الظروف الحالية.