شبه الجزيرة نت | اقتصاد
دعا مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الأمريكية تجاه الحوثيين، معتبرًا أن العمليات العسكرية الحالية لم تُحقق النتائج المرجوة في مواجهة التهديدات المتزايدة، خاصة في منطقة البحر الأحمر.
المقال الذي كتبه كل من بيث سانر وجنيفر كافاناغ، يشير إلى فشل الحملة العسكرية الأمريكية في الحد من الهجمات التي ينفذها الحوثيون ضد إسرائيل والملاحة الدولية، وهو ما يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة. كما تناول المقال التأثيرات السلبية على جاهزية القوات الأمريكية والموارد التي يتم استنزافها في ظل استمرار العمليات العسكرية.
الاستراتيجية الأمريكية: إهدار للموارد وعدم تحقيق النتائج
تشير الكاتبتان إلى أن الحوثيين يواصلون الهجمات باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ رخيصة الثمن، بينما تنفق الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات شهريًا على العمليات العسكرية في البحر الأحمر، دون أن تُسجل نتائج ملموسة. وبحسب المقال، فإن هذه العمليات تستهلك الموارد العسكرية الأمريكية وتُؤثر سلبًا على قدرات الأسطول البحري، مما يعوق العمليات العسكرية الأخرى.
ويؤكد المقال أن فوائد هذه الحملة العسكرية غير واضحة، حيث لا تؤثر المناورات العسكرية في البحر الأحمر بشكل جوهري على أسعار النفط أو التضخم في الولايات المتحدة، كما أن التجارة الأمريكية ليست مرتبطة بشكل رئيسي بهذه المنطقة.
التركيز على خنق إيرادات الحوثيين
يشدد المقال على أن إدارة ترامب بحاجة إلى تبني استراتيجية جديدة تركز على مصادر التمويل المتنامية للحوثيين. بدلاً من الاستمرار في الحملة العسكرية، يُقترح أن يتم التركيز على خنق الإمدادات المالية والعسكرية للحوثيين، والتي تعتمد على التجارة غير المشروعة والضرائب المحلية، وهي خارج النظام المالي الدولي.
وتدعو الكاتبتان إلى أن تلعب الدول الإقليمية دورًا أكبر في دعم هذه الجهود، خاصة عبر فرض عقوبات على الجهات الداعمة للحوثيين. ويشمل ذلك سلطنة عمان والإمارات والسعودية والهند، حيث يمكن أن تُساهم هذه الدول في وقف تدفق الأموال واللوجستيات إلى الحوثيين، مع تقليص الشحنات غير القانونية التي تُغذيهم بالموارد المالية.
الدور الإقليمي والحلول السياسية
كما تناول المقال أهمية دعم جماعات يمنية مختلفة، بما في ذلك الحكومة المعترف بها دوليًا، لمواجهة الحوثيين ومنعهم من الوصول إلى النظام المصرفي الدولي. ويُشدد على ضرورة أن تساهم الدول الإقليمية في بناء دفاعات لحماية المنشآت النفطية والغازية من سيطرة الحوثيين.
خاتمة: إعادة تقييم الحملة العسكرية في البحر الأحمر
واختتم المقال بالدعوة إلى إنهاء الحملة العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر، معتبرًا أن الاستمرار فيها لن يؤدي إلا إلى مزيد من استنزاف الموارد دون نتائج واضحة. وأكد المقال على أن عدم التصدي للحوثيين قد يُعرقل أولويات إدارة ترامب الأخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك تعزيز اتفاقات إبراهيم التي تهدف إلى تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.