شبه الجزيرة نت | الشحن | البحر
ارتفعت خسائر الحاويات في البحر هذا العام مقارنة بمستويات العام الماضي، حيث اضطرت السفن لتغيير مسارها حول رأس الرجاء الصالح، مما عرّضها لأحوال جوية سيئة بسبب الهجمات الحوثية على الشحنات في البحر الأحمر.
وتشير التقارير إلى أن خمس سفن على الأقل فقدت أكثر من 200 حاوية بعدما أجبرت الهجمات الحوثية المشغلين الرئيسيين على توجيه السفن حول الساحل الإفريقي، رغم المخاطر الجوية العالية. وقد بلغت خسائر الحاويات 221 حاوية في عام 2023، وهو أدنى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات في 2008، بعد أن كان المتوسط السنوي حوالي 1,500 حاوية، وفقاً لما أُعلن في مؤتمر الاتحاد الدولي للتأمين البحري في برلين.
وعلى الرغم من أن هذه الخسائر تمثل جزءًا صغيرًا من 250 مليون حاوية تُنقل سنويًا، إلا أنها تسبب اضطرابات كبيرة للدول الساحلية. وصرحت السلطات في جنوب إفريقيا بأن زجاجات أدوية تحتوي على حبوب جرفتها الأمواج إلى الشاطئ من حاوية متضررة.
تدرس المنظمة البحرية الدولية حالياً نتائج دراسة استمرت ثلاث سنوات لفحص سبل تقليل خسائر الحاويات، حيث يتناول مشروع “توب تير”، الذي يديره معهد الأبحاث البحرية الهولندي (Marin) بمشاركة كبار المعنيين في الصناعة، 44 حادثة، منها ست حوادث فقد فيها أكثر من 10% من الحمولة. كما أجرى الفريق اختبارات لتقييم مدى انحراف السفن قبل فقدان الحاويات.
وأظهرت الدراسة أن الأطقم لم تتلق التدريب الكافي على كيفية التعامل مع ظاهرة الانقلاب البارامتري، وهي ظاهرة تحدث عندما تتفاعل خصائص السفينة مع ظروف البحر بشكل يؤدي إلى انقلابات عنيفة قد تتسبب في فقدان الحاويات. وأوضح روب غرين، أحد قادة المشروع، أن هناك تفاوتات كبيرة في تقدير مدى انحراف السفن بين الجمعيات التصنيفية المختلفة، مما يجعل من الصعب على الطاقم معرفة حدود التشغيل الآمنة.
وقال غرين: “علينا تحسين تدريب الطاقم. هذا أمر بالغ الأهمية؛ فهم الذين يقومون بالعمل ويجب أن يعرفوا المخاطر التي يجب تجنبها.”
كما كشفت الدراسة عن مشكلات في تحميل الحاويات وعدم دقة البيانات المتعلقة بأوزانها، مما يؤثر على مكان تخزينها على متن السفينة لتحقيق أفضل توازن. في إحدى الحالات، تم تحميل 92% من الحاويات في موقع خاطئ وفقًا لخطة التحميل التي قدمت قبل الإبحار.
وأظهر مسح لأفراد الطاقم أن معلومات التحميل غالبًا ما تصل متأخرة وغير دقيقة، مع تغييرات متكررة في اللحظة الأخيرة حتى بعد الإبحار.
أدت الهجمات الحوثية في البحر الأحمر إلى تحويل مسارات سفن الشحن نحو طرق أطول حول إفريقيا، مما أضاف وقتًا وتكاليف إضافية للرحلات. وعلى الرغم من عدم تسجيل تأثير كبير حتى الآن على المطالبات التأمينية بسبب هذه الظروف، إلا أن هيئة السلامة البحرية في جنوب إفريقيا نبهت إلى المخاطر المرتبطة بالطقس السيئ والتحديات التي تواجه الاستجابة للطوارئ البحرية.
من بين الخسائر المسجلة هذا العام، فقدان 44 حاوية من السفينة “CMA CGM Benjamin Franklin” بسعة 17,859 حاوية خلال طقس سيء قبالة سواحل جنوب إفريقيا في يوليو، ولم تحتوي أي من هذه الحاويات على مواد خطرة. كما فقدت سفينة “CMA CGM Belem” بسعة 13,200 حاوية 99 حاوية في أغسطس، بينما فقدت سفينة “MSC Antonia” بسعة 6,969 حاوية 46 حاوية.
المصدر: tradewindsnews