الخميس, نوفمبر 14, 2024
الرئيسيةالاقتصادالإنترنت الفضائي في اليمن: أداة جديدة في الحرب الاقتصادية بين صنعاء وعدن

الإنترنت الفضائي في اليمن: أداة جديدة في الحرب الاقتصادية بين صنعاء وعدن

شبه الجزيرة نت | اقتصاد | تكنولوجيا

أعلنت شركة “ستارلينك” الأمريكية عن دخول خدمة الإنترنت الفضائي إلى اليمن، بعد موافقة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً على إدخال الخدمة. جاء ذلك عقب توقيع اتفاقية مع الشركة المزودة، مما أثار جدلاً واسعاً بين الأطراف المتصارعة في البلاد.

جدل واسع بين صنعاء وعدن

بعد الإعلان الرسمي عن دخول الإنترنت الفضائي، أعربت وزارة الاتصالات في حكومة صنعاء عن رفضها الشديد لهذا الإجراء، معتبرة أنه يشكل تهديداً لأمن البلد القومي، فيما بدأت وزارة الاتصالات في عدن بمنح تراخيص للشركات لاستيراد وتشغيل الأجهزة الخاصة بالإنترنت الفضائي منذ مارس/آذار 2024.

هيمنة صنعاء على الإنترنت

منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، تسيطر وزارة الاتصالات في صنعاء على الإنترنت في كافة أنحاء البلاد، بما في ذلك العائدات المالية. ورغم محاولات الحكومة المعترف بها دولياً سحب هذه السلطة، إلا أن غياب البنية التحتية والموارد البشرية المدربة حال دون تحقيق ذلك.

تفاصيل الاتفاقية مع “ستارلينك”

وفقًا لاتفاقية بين وزارة الاتصالات في عدن وشركة “ستارلينك”، حصلت الوزارة على 25 ألف دولار كرسوم ترخيص لخمس سنوات، بالإضافة إلى 20 دولارًا عن كل جهاز طرفي يباع للمستخدمين، وثلاثة دولارات شهرية عن كل عملية تسديد. كما التزمت الشركة بدفع رسوم الطيف الترددي للوزارة.

إيرادات جديدة وعدن تقتنص الفرصة

توفر الاتفاقية بين “ستارلينك” والحكومة اليمنية في عدن فرصة لإيرادات جديدة لم تكن متاحة من قبل، خصوصًا في ظل سيطرة صنعاء على الشبكة الوطنية للإنترنت. هذا التطور يشكل خطوة جديدة في سحب السيطرة الاقتصادية من صنعاء.

رفض صنعاء وتهديد الأمن القومي

من جانبها، وصفت وزارة الاتصالات في صنعاء هذا الاتفاق بأنه “انتهاك صارخ لسيادة اليمن”، واعتبرت أنه يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن البلد القومي والنسيج الاجتماعي. كما حذرت من التعامل مع خدمات الإنترنت الفضائي، وهددت بمصادرة أي أجهزة مرتبطة به في مناطق سيطرتها.

تأثيرات على السوق والإيرادات

من المتوقع أن يؤثر دخول الإنترنت الفضائي على الإيرادات المرتبطة باستخدام الإنترنت الأرضي في المناطق التي تديرها حكومة عدن، نظرًا للفارق الكبير في السرعة والكفاءة. كما قد يؤدي هذا التحول إلى تراجع الاعتماد على الاتصالات الأرضية وخدمات شركات الاتصالات التقليدية، مما سيضر بإيراداتها.

أداة جديدة للصراع الاقتصادي

أصبح الإنترنت الفضائي وسيلة جديدة في الصراع الاقتصادي بين حكومتي عدن وصنعاء. حيث يمكن أن يستخدم كأداة لتحدي الهيمنة الحالية لصنعاء على الإنترنت، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تصعيد جديد في الحرب الاقتصادية بين الطرفين.

مأزق أمام صنعاء

تواجه حكومة صنعاء معضلة حقيقية؛ فبينما تقدم الإنترنت الفضائي سرعة وجودة أعلى مقارنة بالإنترنت الأرضي، قد يجد المواطنون في مناطق سيطرتها أنفسهم في موقف محرج بين الرغبة في الحصول على خدمات أفضل والحظر الذي تفرضه السلطات. هذا يضع صنعاء تحت ضغط شعبي كبير قد يؤثر على استقرارها.

تصعيد الحرب الاقتصادية

يتوقع مراقبون أن يؤدي الإنترنت الفضائي إلى تصعيد جديد في الحرب الاقتصادية، خاصة مع اتهامات متبادلة بين الطرفين حول استخدام الإنترنت كوسيلة للتجسس، وهو ما يفاقم التوترات بين حكومتي صنعاء وعدن.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

آخر الأخبار