شبه الجزيرة نت| محلي
شنّت القوات الأمريكية اليوم سلسلة غارات جوية على منشأة رأس عيسى النفطية في ميناء الحديدة غربي اليمن، ما أسفر عن استشهاد 17 عاملاً وموظفاً وإصابة العشرات، وفق مصادر محلية. وجاء القصف المباشر للمنشأة المدنية الحيوية أثناء أداء العاملين لمهامهم اليومية، مما أثار غضباً واسعاً واتهامات بـ”ارتكاب جريمة حرب”.
وأكد شهود عيان أن الغارات الأمريكية استهدفت مواقع مدنية بحتة دون أي مبرر عسكري، ما تسبب في اندلاع حرائق كبيرة تعمل فرق الدفاع المدني على إخمادها وسط نقص حاد في الإمكانيات. كما حذّرت مصادر طبية من ارتفاع عدد الضحايا بسبب خطورة الإصابات وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة.
تصعيد متعمّد ضد المدنيين
هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة تصعيدية للقوات الأمريكية، التي زعمت في بيان سابق لـ”القيادة المركزية” أن استهداف المنشآت النفطية يهدف إلى حرمان جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) من الإيرادات. إلا أن المراقبين يرون أن هذه الذرائع تكرّس سياسة العقاب الجماعي وتجويع المدنيين، في إطار حرب متواصلة منذ سنوات.
إدانة دولية غائبة
في الوقت الذي يتواصل فيه القصف الأمريكي للمواقع المدنية باليمن، لا تزال المنظمات الدولية غائبة عن أي تحرك جاد لمساءلة واشنطن، مما يعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع جرائم الحرب. ويطالب نشطاء يمنيون بمحاسبة الولايات المتحدة على “سجلها الأسود” في استهداف البنية التحتية والأرزاق، وسط تحذيرات من انهيار اقتصادي وإنساني متسارع.
يذكر أن اليمن يشهد منذ 2015 حرباً دامية تسببت في أسوأ أزمة إنسانية عالمياً، وفق الأمم المتحدة، فيما تواصل القوى الدولية دعم الأطراف المتحاربة أو التغاضي عن انتهاكاتها.