شبه الجزيرة نت | منوعات
باريس، 27 يوليو 2024 – أعرب مثقفون ورجال دين وسياسيون عن استيائهم من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024″، الذي أقيم على ضفاف نهر السين بحضور جماهيري واسع. السبب الرئيسي لهذه الانتقادات هو عرض “دراغ كوين” الذي تضمن محاكاة ساخرة للوحة “العشاء الأخير” لليوناردو دا فينتشي.
بدأت فعاليات الأولمبياد أمس الجمعة وتستمر حتى 11 أغسطس المقبل، بحفل افتتاح شهد دخول الوفود المشاركة عبر قوارب على نهر السين، بمشاركة رياضيين من 205 دول. الحفل تضمن عروضاً فنية مبهرة قدمها 6800 رياضي أمام معالم تاريخية في باريس.
لكن العرض الذي أثار الجدل تضمن شخصيات متحولين جنسياً تجسد لوحة “العشاء الأخير”، ما اعتبره العديد من النقاد إساءة متعمدة للمسيحية والأديان. في مكان السيد المسيح، ظهر رجل عارٍ يمثل ديونيسوس، إله الخمر في الأساطير الإغريقية القديمة، مما زاد من حدة الانتقادات.
إدانات كاثوليكية ويمينية
الأساقفة الفرنسيون عبروا عن حزنهم العميق إزاء المشاهد التي اعتبروها تسخر من المسيحية، وأعربوا عن تقديرهم لتضامن أبناء الديانات الأخرى معهم. كما أشار بيان الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية إلى ضرورة تجاوز التحيزات الأيديولوجية في الألعاب الأولمبية.
ماريون ماريشال، عضو البرلمان الأوروبي، وصفت المحاكاة الساخرة بأنها استفزازية وأكدت أنها لا تمثل فرنسا. من جهتها، وجهت النائبة لور لافاليت انتقاداً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة “إكس”، معتبرة العرض غير ضروري.
المحامي الفرنسي فابريس دي فيزيو أعلن عن نيته تقديم شكوى رسمية ضد العرض في 29 يوليو الجاري، مؤكداً أن هذه الحادثة تتعارض مع احترام المعتقدات الدينية.
دفاع عن العرض
المدير الفني للحفل، توماس جولي، دافع عن العرض، مؤكدًا أن حرية التعبير هي جزء أساسي من المجتمع الديمقراطي في فرنسا، حيث الناس أحرار في حب ما يشاؤون والإيمان بما يريدون.
ردود فعل دولية
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان انتقد الحفل بشدة، معتبراً أنه يعكس “خواءً أخلاقياً” في الغرب. كما ندد راعي كنيسة الروم الكاثوليك في رام الله، عبد الله يوليو، باستخدام الشواذ في الحفل، معتبراً ذلك انتهاكاً خطيراً للمقدسات.
يستمر الجدل حول حفل افتتاح “باريس 2024″، في حين تظل الألعاب الأولمبية مساحة للتعبير عن القيم الإنسانية والرياضية بعيداً عن التحيزات الأيديولوجية.
المصدر: وكالات