الخميس, نوفمبر 14, 2024
الرئيسيةمنوعاتانتقام 400 امرأة: نهاية الطاغية بارات ياداف

انتقام 400 امرأة: نهاية الطاغية بارات ياداف

شبه الجزيرة نت | منوعات | قصة

في قاعة المحكمة، وسط توتر واضح وأجواء مشحونة، كان الجميع ينتظر الحكم على زعيم العصابة الشهير، بارات ياداف. فجأة، اقتحمت أكثر من 400 امرأة القاعة، واتجهن مباشرة نحو بارات. في لحظات مروعة، انهالوا عليه ضرباً حتى أغمي عليه، ثم سحبوه خارج المحكمة وبدأوا في تقطيع جسده والتمثيل به. السؤال الذي يتردد على الأذهان هو: ما الذي فعله بارات ياداف ليستحق هذه النهاية المأساوية على يد النساء؟

بدأت قصة بارات في بلدة صغيرة بالقرب من نيودلهي. شاب نشأ في طريق الجريمة منذ صغره، حيث تورط في السرقات والسطو. كانت أول مرة يُقبض عليه فيها عندما ذهب هو وأصدقاؤه إلى موقع بناء لسرقة معدات. لكن في ذلك اليوم، لم يقتصر الأمر على السرقة فقط. عندما عثروا على شاب وشابة معاً في الموقع، قام بارات بالاعتداء عليهما، وفي لحظة من الوحشية قرر اغتصاب الفتاة. كان صديق الفتاة يعرف بارات جيداً، لذا لم يتردد في الإبلاغ عنه بتهمة السرقة والاغتصاب. أمضى بارات 10 أشهر في السجن على إثر هذه الجريمة، ولكن خروجه من السجن لم يكن بداية جديدة، بل كان بداية حقبة جديدة من الجريمة.

بعد خروجه من السجن، لم يكن بارات يخطط لتغيير مساره، بل أسس عصابة جديدة وبدأ في تنفيذ المزيد من السرقات. توسعت أعماله الإجرامية سريعاً، وأصبح يستخدم الأموال التي جناها من السرقة لرشوة رجال الشرطة والتلاعب بالقانون، حتى صار أقوى زعيم عصابة في منطقته خلال سنوات قليلة. لكن قوته لم تتوقف عند السرقة والسطو فقط، فقد بدأ بارات يفرض جبروته على رجال البلدة بطرق مهينة، حيث كان يطلب منهم إحضار زوجاتهم إليه لينام معهن. وأي رجل يرفض طلبه كان يعاقب هو وأسرته بأبشع الطرق، وكان يأخذ النساء ويعتدي عليهن أمام أعين المارة دون أي رادع.

لم تكن البلدة تعيش سوى في خوف يومي من بارات وعصابته، حتى ظهرت امرأة شجاعة تدعى آشا باهات. كانت آشا قد سئمت من الظلم الذي يمارسه بارات، وقررت أن تضع حداً له مهما كان الثمن. تواصلت مع عصابات منافسة لبارات وعرضت عليهم مساعدتهم في التخلص منه. كانت آشا تعمل في بيع الكحول لعصابة بارات، لذا كانت تعرف جميع تحركاته ونقاط ضعفه.

وفي ليلة مظلمة، عندما كان بارات يغادر أحد الملاهي وهو في حالة سكر شديد، نفذ أفراد العصابات المنافسة خطة آشا. هاجموه وضربوه ضرباً مبرحاً حتى كاد يفقد حياته، لكن بارات نجا بأعجوبة بعدما أنقذه أحد المارة وأخذه إلى المستشفى. أمضى بارات عدة أشهر يتعافى، لكن تلك الحادثة أشعلت فيه رغبة الانتقام العمياء.

عاد بارات إلى البلدة أكثر وحشية من ذي قبل. كانت أول خطوات انتقامه هي قتل آشا باهات. وفي عرض علني لوحشيته، قام بقتلها وتقطيع جثتها في الشارع العام أمام الجميع، في تحدٍ واضح لأي شخص يفكر في معارضته. تم القبض عليه، ولكن بفضل علاقاته القوية مع رجال الشرطة، أمضى بضعة أشهر فقط في السجن وخرج حراً.

بعد خروجه من السجن، بدأ بارات في جولة انتقامية ضد كل من شكك في سلطته. كان يذهب إلى بيوت القرية بشكل يومي ويغتصب النساء أمام أزواجهن وأبنائهن دون خوف من العقاب. وفي أحد الأيام، أثناء اغتصابه لإحدى السيدات وسط صرخاتها، سمعتها جارتها، امرأة شجاعة تدعى أوشا نارياني. لم تستطع نارياني تحمل هذا الظلم أكثر، فقررت أن تتخذ خطوة جريئة.

في اليوم التالي، ذهبت أوشا إلى السيدة التي تم الاعتداء عليها وأقنعتها بالتوجه إلى الشرطة للإبلاغ عن بارات. ولكن، عندما ذهبتا إلى مركز الشرطة، لم تجد السيدتان سوى الرفض والطرد. الأسوأ من ذلك، أن رجال الشرطة أخبروا بارات عن أسماء السيدتين اللتين حاولتا التبليغ عنه.

رد بارات كان سريعاً ووحشياً. أرسل رجاله للانتقام من السيدتين، ولكن عندما خرجوا لتنفيذ الأمر، تفاجأوا بمشهد غير متوقع: جميع نساء القرية قد خرجن للدفاع عن أوشا والسيدة المعتدى عليها. كانت هذه لحظة تاريخية في حياة البلدة. هرب بارات وعصابته خوفاً من غضب النساء، ولم يجد ملجأ سوى في مركز الشرطة. هناك، أدخله رجال الشرطة السجن مؤقتاً حتى تهدأ الأمور في البلدة.

ولكن الأمور لم تهدأ. بل العكس، تصاعدت الاحتجاجات في البلدة، حيث خرجت النساء في مظاهرات حاشدة أمام مركز الشرطة، مطالبات بالعدالة ومعاقبة بارات على جرائمه. اضطر رجال الحكومة إلى التدخل، وبدأت محاكمة بارات. في يوم المحاكمة، تم إحضاره إلى قاعة المحكمة تحت حراسة مشددة. لكن بارات، في لحظة من الغرور والاستهزاء، استفز إحدى النساء الواقفات خارج القاعة بقوله إنها ستكون أول ضحاياه بعد خروجه من السجن.

كانت هذه الجملة كافية لتشعل فتيل الغضب. رمت المرأة حذاءها على بارات، وعندها تحولت القاعة إلى ساحة من الغضب العارم. اندفعت أكثر من 400 امرأة إلى داخل المحكمة، ولم تستطع الشرطة إيقافهن. انهالوا على بارات ضرباً حتى فقد وعيه، ثم سحبوه خارج القاعة وبدأوا في تقطيع جسده والتمثيل به أمام المحكمة.

بعد الحادثة، قامت الشرطة باعتقال خمس سيدات بتهمة قتل بارات. لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما حضرت 400 امرأة إلى مركز الشرطة، معترفات بأنهن من قتلن بارات، في إشارة إلى تضامنهن الكامل ورفضهن للخضوع مجدداً للطغيان. استمرت المحاكمات لعشر سنوات، ولكن في النهاية، تمت تبرئة جميع النساء من التهم، ليصبح انتقامهن من بارات قصة تُروى عبر الأجيال، وعبرة لكل من يحاول استغلال سلطته في قهر الضعفاء.

المصدر: حسابات هندية وعربية

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

آخر الأخبار