شبه الجزيرة نت | تكنولوجيا | اقتصاد
دخلت شركات التكنولوجيا التايوانية دائرة تصعيد خطير بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بعد وقوع انفجارات متزامنة لأجهزة النداء الآلي المحمولة “البيجر” التي يستخدمها عناصر الحزب في كل من لبنان وسوريا. هذه الحوادث، التي وقعت يوم الثلاثاء، أسفرت عن مقتل 12 شخصاً وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين، ما أثار تساؤلات حول إمكانية تورط شركات تكنولوجية عالمية في عمليات هجومية.
وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على إمكانية تعرض شركات تكنولوجية تايوانية ومجرية، وغيرها من الكيانات الاقتصادية، للاستغلال في عمليات هجومية. وقد امتدت أذرع الاستثمار الإسرائيلية إلى شركات منتجة لأجهزة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مما يرسل إشارات سلبية لدول تتعامل مع تايوان. وتعد هذه الأزمة تهديداً للاقتصاد التايواني ولقطاع التكنولوجيا الحيوي فيه.
ردود الفعل التايوانية ومحاولة التنصل من المسؤولية
من جهتها، نفت شركة “غولد أبولو” التايوانية، التي تحمل أجهزة البيجر المتفجرة علامتها التجارية، أي تورط لها في العملية. وأكدت الشركة أن أجهزة البيجر تم تصنيعها من قبل شريك مجري يحمل ترخيصاً لاستخدام علامتها التجارية. وأوضح رئيس “غولد أبولو” هسو تشين-كوانغ أن الشركة التايوانية ليست مسؤولة عن هذه الأجهزة وأنها ضحية أخرى لهذا الحادث، مشيراً إلى أن الشركة تعتزم مقاضاة الشريك المجري.
كما أكدت وزارة الشؤون الاقتصادية في تايوان عدم وجود أي توثيق لتصدير مباشر للأجهزة إلى لبنان، مرجحة أن تكون قد طرأت تغييرات على الأجهزة بعد إنتاجها. وأضافت أن أجهزة البيجر المصنعة من قبل “غولد أبولو” هي أجهزة استقبال فقط ولا تحتوي على بطاريات يمكن أن تتسبب في انفجارات مميتة.
انعكاسات الحادث على الاقتصاد التايواني وصناعة التكنولوجيا
على الرغم من محاولة “غولد أبولو” والسلطات التايوانية نفي أي صلة بالحادث، إلا أن هذه الحادثة تسلط الضوء على صناعة التكنولوجيا التايوانية، التي تعتمد بشكل كبير على إنتاج أشباه الموصلات المستخدمة في معظم الأجهزة الإلكترونية حول العالم. وقد أعرب محللون عن قلقهم من التأثير السلبي المحتمل لهذه الحادثة على سمعة الشركات التايوانية وصناعة التكنولوجيا المتقدمة.
يمثل قطاع الإلكترونيات والآلات حوالي 70% من الناتج المحلي الإجمالي في تايوان، مع شركات مثل “TSMC” التي تنتج 90% من الرقائق المتقدمة في العالم. وتشمل صادرات تايوان تقنيات متقدمة وأخرى قديمة مثل أجهزة التتبع، مما يزيد من حساسية الحادث في ظل الاعتماد العالمي على تكنولوجيا الاتصالات التايوانية.
تعميق العلاقات بين إسرائيل وتايوان في قطاع التكنولوجيا
خلال السنوات الأخيرة، تعمقت العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وتايوان، خاصة في قطاع التكنولوجيا. وتستثمر إسرائيل في عدة شركات تكنولوجية في تايوان، ضمن برامج للتعاون في مجالات الابتكار والبحث والتطوير الصناعي. وتشمل مجالات التعاون الرئيسية التكنولوجيا النظيفة والاتصالات وأشباه الموصلات والدفاع، ما يعزز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
مخاوف من اختراق سلاسل التوريد التكنولوجية
من جهتها، أشارت خبيرة الهندسة الكهربائية ديبا كوندور إلى احتمال أن تكون الحادثة ناجمة عن “اختراق سلسلة التوريد”. وقالت إن هذا النوع من الهجمات قد يحدث عندما يتم زرع مكونات متفجرة في الأجهزة خلال مراحل تصنيعها دون علم الشركات المصنعة. ويمكن أن تبقى هذه المكونات غير مفعلة لفترة طويلة قبل أن يتم تفجيرها بوسائل متطورة.
الإرث الإسرائيلي في تنفيذ عمليات تخريب تكنولوجية
تاريخياً، تتورط إسرائيل في عمليات تخريبية مماثلة دون الاعتراف بتورطها. من أشهر الأمثلة، هجوم “ستوكسنت” الذي دمر منشآت نووية إيرانية في 2010. كما نفذت إسرائيل عمليات اغتيال باستخدام أجهزة متفجرة، مثل مقتل يحيى عياش القيادي في حركة حماس عام 1996 عبر تفجير هاتفه المحمول.
ورغم عدم تأكيد إسرائيل مسؤوليتها عن الحادث الأخير في لبنان، تشير المؤشرات إلى أن الانفجار يندرج ضمن سلسلة من العمليات التي تعتمد على التكنولوجيا لاختراق أجهزة الاتصالات، ما يشكل تهديداً لقطاع التكنولوجيا العالمي ودور تايوان المحوري فيه.
المصدر: العربي الجديد + وكالات