شبه الجزيرة نت | دولي
في تصعيد مفاجئ ومباشر ضد إسرائيل، أعلنت قوات صنعاء، مساء اليوم الأحد، فرض “حصار جوي شامل” على كافة المطارات الإسرائيلية، بما في ذلك مطار بن غوريون الدولي، اعتبارًا من لحظة الإعلان. وحذرت القوات جميع شركات الطيران الدولية من مواصلة رحلاتها إلى إسرائيل، معتبرةً هذا الإجراء ردًا قاسيًا على قرار إسرائيل بتوسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
وقد جاء هذا الإعلان المفاجئ بعد ساعات قليلة فقط من نجاح هجوم صاروخي باليستي على محيط مطار بن غوريون، مما ألحق أضرارًا في محيط المطار وتسبب في تعطيل مؤقت لحركة الطيران، مما دفع العديد من شركات الطيران الكبرى في أوروبا إلى تعليق رحلاتها إلى إسرائيل.
في تصريح متلفز، أكد المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن هذا القرار يأتي في سياق الرد على تصعيد إسرائيل الأخير في غزة، مضيفًا أن آلية تنفيذ الحصار ستتضمن استهداف مستمر للمطارات، بما في ذلك مطار بن غوريون الدولي، المعروف بمطار اللد.
تحذير لشركات الطيران العالمية
البيان الصادر عن صنعاء حمل تحذيرًا صارمًا لشركات الطيران، حيث دعاها إلى تعليق كافة الرحلات إلى إسرائيل حفاظًا على سلامة الطائرات والمسافرين. وجاء فيه: “نناشد جميع شركات الطيران الدولية الالتزام بالقرار منذ اللحظة الأولى للإعلان، وإلغاء رحلاتها إلى مطارات العدو، تأكيدًا على سلامة الطائرات والمسافرين.”
هذا التحرك يعكس تزايد التصعيد في الموقف الإقليمي، في وقت تسعى فيه صنعاء إلى توجيه ضغوط مباشرة على إسرائيل لوقف عدوانها ورفع الحصار عن غزة.
سياق الهجوم: جذر الأزمة في غزة
يُعتبر الهجوم على مطار بن غوريون جزءًا من سلسلة عمليات تهدف إلى الضغط على إسرائيل للحد من هجماتها على غزة. مع استمرار الحصار الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، فإن هجوم اليوم يأتي في إطار محاولات لتوسيع دائرة الصراع، ودفع إسرائيل للجلوس على طاولة المفاوضات.
وكان الهجوم الصاروخي قد اخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، التي فشلت في اعتراضه، ما دفع العديد من شركات الطيران الأوروبية إلى تعليق رحلاتها حتى إشعار آخر.
آثار فورية: تعليق الرحلات الجوية
بالإضافة إلى عودة طائرة الخطوط الجوية الهندية إلى نقطة انطلاقها، سارعت مجموعة شركات لوفتهانزا الألمانية، التي تشمل لوفتهانزا، النمساوية، السويسرية، وبركسل، إلى تعليق كافة رحلاتها إلى إسرائيل. كما أعلنت شركة طيران أوروبا الإسبانية عن توقف مؤقت لرحلاتها، في خطوة تلت الهجوم مباشرة.
وتتوقع المصادر أن تواصل المزيد من شركات الطيران الكبرى تعليق رحلاتها إلى إسرائيل في الأيام المقبلة، مما قد يؤدي إلى عزل جوي فعلي للدولة العبرية.
تداعيات تصعيد الموقف الإقليمي
هذه الأحداث تُظهر بشكل واضح تصاعد الأزمة الإقليمية وتداعياتها على حركة الطيران الدولية، فضلاً عن التأثيرات المتزايدة على الأمن الإقليمي. ويرى المراقبون أن هذا التصعيد ليس إلا جزءًا من ردود أفعال متزايدة ضد الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة.
رسالة صنعاء: “لن نستسلم للعدوان”
في الوقت نفسه، يعكس بيان صنعاء توجيهًا سياسيًا جادًا، حيث أكدت على رفضها لاستمرار الحصار على غزة، وأنها لن تسمح بمواصلة العمليات العدوانية على البلدان العربية مثل سوريا ولبنان. كما شددت على أن اليمن لن يتردد في اتخاذ كافة الإجراءات العسكرية اللازمة لدعم الشعب الفلسطيني في غزة.
هل يدخل الصراع مرحلة جديدة؟
لا يمكن الجزم بمدى تأثير هذا الحصار الجوي في المدى الطويل، لكن التصعيد الحاصل ينذر بمزيد من التصعيد في المنطقة. ومع تصاعد العزلة الجوية لإسرائيل، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن أن يؤدي هذا التصعيد إلى تغييرات حقيقية على الأرض، خصوصًا في ظل الحصار المستمر على غزة؟
في انتظار تطورات الأوضاع، يبقى العالم مترقبًا للتحركات الدولية وضغوطها على إسرائيل لوقف العدوان ورفع الحصار.
المصدر: بقش