شبه الجزيرة نت | اقتصاد
شهدت بورصات الخليج تراجعاً حاداً في قيمتها السوقية خلال شهر أبريل الماضي، حيث خسرت نحو 99 مليار دولار من إجمالي رأسمالها، لتستقر عند 3.96 تريليون دولار، وذلك بحسب بيانات نشرتها شبكة CNBC. يأتي هذا التراجع وسط موجة من الاضطرابات الاقتصادية العالمية التي أثرت على الأسواق المالية في مختلف أنحاء العالم، ومن بينها دول مجلس التعاون الخليجي.
ويعكس هذا الانخفاض حالة من القلق لدى المستثمرين نتيجة عوامل خارجية أبرزها ارتفاع أسعار الفائدة العالمية، وتباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى، إلى جانب استمرار التوترات الجيوسياسية في عدد من المناطق، والتي تلقي بظلالها على حركة رؤوس الأموال والأسواق الناشئة.
تباين أداء البورصات الخليجية
على الرغم من الخسارة الجماعية، تفاوت أداء البورصات الخليجية من دولة إلى أخرى، حيث سجلت بعض الأسواق تراجعاً كبيراً في القيمة السوقية، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على القطاعات المرتبطة بالطاقة والمواد الأولية، في حين أظهرت أسواق أخرى قدراً من التماسك النسبي بفعل تحركات محلية ودعم حكومي.
ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن البورصات الخليجية باتت أكثر حساسية تجاه تقلبات الأسواق العالمية، لا سيما في ظل الانفتاح الكبير على الاستثمارات الأجنبية، وتنامي العلاقات المالية مع المؤسسات العالمية.
ترقب وحذر في ظل عدم اليقين
ويرى محللون أن الخسارة الكبيرة المسجلة في أبريل قد لا تكون الأخيرة، حيث يستمر الحذر في السيطرة على قرارات المستثمرين مع استمرار الغموض حول مستقبل السياسات النقدية العالمية، وتذبذب أسعار النفط، التي تعتبر عاملاً محورياً في استقرار اقتصادات الخليج.
في المقابل، تبذل حكومات الخليج جهوداً لتعزيز مرونة أسواقها المالية، من خلال تنويع مصادر الدخل وزيادة الاستثمارات في القطاعات غير النفطية، وهي خطوات يُتوقع أن تخفف من وطأة التقلبات مستقبلاً.
وفي ظل هذه التطورات، يظل المشهد المالي في الخليج تحت المراقبة الدقيقة من قبل المستثمرين المحليين والدوليين، بانتظار إشارات إيجابية قد تعيد الثقة للأسواق، وتوقف نزيف الخسائر الذي بلغ ذروته في أبريل الماضي.
المصدر: شبكة CNBC + وكالات