يواجه الريال اليمني في مناطق حكومة عدن موقفاً صعباً بسبب التدهور المستمر، حيث تجاوز سعر الدولار الواحد 1900 ريال لأول مرة في تاريخ اليمن. هذا التدهور يزيد من تعقيد الأوضاع في المناطق التي يطالب سكانها بتحسين الخدمات الأساسية وزيادة الرواتب والأجور بما يتناسب مع الغلاء المعيشي المتزايد.
تدهور العملة وارتفاع الأسعار
وفقاً للبيانات، فقد الريال اليمني نحو 43% من قيمته منذ يونيو 2023 حتى يوليو 2024. وقد أدى هذا التدهور إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية في الأسواق، بنسب تتراوح بين 30 و50% خلال عام واحد. ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فإن انخفاض قيمة الريال يعادل متوسط انخفاض شهري يقدر بأكثر من 3%.
سيناريوهات الانخفاض المتوقع
برنامج الأغذية العالمي وضع ثلاثة سيناريوهات لانخفاض الريال اليمني خلال الأشهر الأربعة المقبلة:
- السيناريو الأول: انخفاض بنسبة 5% شهرياً.
- السيناريو الثاني: انخفاض بنسبة 7.5% شهرياً.
- السيناريو الثالث: انخفاض بنسبة 10% شهرياً في أسوأ الحالات.
تأثير الاضطرابات المصرفية
الاضطرابات الأخيرة في القطاع المصرفي وقرارات بنك عدن المركزي ضد البنوك في صنعاء زادت من خطر انهيار الريال اليمني في مناطق حكومة عدن. استنزاف الاحتياطيات وعائدات النقد الأجنبي المحدودة الناجمة عن توقف صادرات النفط والغاز منذ عام 2022، فاقم المخاطر الاقتصادية.
استقرار نسبي في صنعاء
على النقيض من ذلك، ظل الريال اليمني مستقراً في مناطق حكومة صنعاء بسبب لوائح سعر الصرف الصارمة، رغم النقص الحاد في الدولار الأمريكي، مما يعطل عمليات الاستيراد والحركة التجارية.
إلغاء قرارات بنك عدن
أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن عن اتفاق على إلغاء قرارات بنك عدن المركزي الأخيرة ضد البنوك من كلا الجانبين، والتوقف عن اتخاذ قرارات مماثلة مستقبلاً. هذا الإعلان استقبله موالو حكومة عدن بانتقادات للحكومة، بينما يستمر الريال اليمني في مناطقها بالتدهور.
انتقادات نقابة الصرافين الجنوبيين
دعت نقابة الصرافين الجنوبيين في عدن المجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى “فهم حقيقي للوضع في اليمن والكف عن ممارسة الضغوط”. واعتبرت النقابة أن قرارات حكومة صنعاء “قرارات قمعية تؤثر سلباً على الشعب في الجنوب والشمال”.
التفاوت الكبير في سعر الصرف
تُظهر البيانات أن سعر الدولار الأمريكي في مناطق حكومة عدن تجاوز 1900 ريال، بينما لا يتجاوز 536 ريالاً في المناطق الشمالية، مما يوضح حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية على الشعب في الجنوب.
فشل مزادات بيع العملة الأجنبية
اتهمت نقابة الصرافين الجنوبيين البنوك الستة في صنعاء بالتحكم في مزادات بيع الدولار، مما أدى إلى تحويل العملة الصعبة إلى الخارج دون استفادة الاقتصاد المحلي في الجنوب.
توقعات مستقبلية
يرى خبراء اقتصاد أن الريال اليمني في مناطق حكومة عدن مرجح أن يستمر في التدهور ليتجاوز 2000 ريال للدولار الواحد خلال الربع الثالث من هذا العام.