شبه الجزيرة نت | اقتصاد
خلال جولة سريعة في الخليج العربي، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تلقيه تعهدات مالية واستثمارية من السعودية وقطر والإمارات تصل قيمتها إلى 3.5 تريليونات دولار، وصفها بـ”القياسية”، مشيرًا إلى أنها لم تُحقق في أي جولة رئاسية سابقة خلال فترة قصيرة.
قال ترامب، اليوم الخميس، إن جولته الشرق أوسطية قد تُثمر عن صفقات تتراوح قيمتها بين 3.5 و4 تريليونات دولار، مؤكداً أن هذه الاستثمارات سيكون لها تأثير مباشر في خلق فرص عمل وتحفيز الاقتصاد الأمريكي.
الجولة، التي اختتمها بزيارة الإمارات، لم تخلُ من الجدل، إذ عرضت قطر طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار لترامب لاستخدامها بعد الرئاسة، ما أثار انتقادات من منافسيه السياسيين. إلا أن ترامب برّر ذلك بأن الطائرة ستُستخدم في “مكتبته الرئاسية المستقبلية”.
السعودية وقطر تتعهدان بـ2.2 تريليون دولار
السعودية وقّعت مع ترامب اتفاقيات تتجاوز قيمتها 600 مليار دولار، منها صفقة أسلحة غير مسبوقة بقيمة 142 مليار دولار، وُصفت بأنها “الأكبر في تاريخ الدفاع الأمريكي”، بالإضافة إلى تحديثات في اتفاقيات الطيران تُمكن شركات الشحن الأمريكية من تسيير رحلات مباشرة بين المملكة وأطراف ثالثة.
كما أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رفع حجم الاستثمارات السعودية في الاقتصاد الأمريكي إلى تريليون دولار. وأوضح أن 1300 شركة أمريكية تعمل حاليًا داخل المملكة، مشيرًا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 500 مليار دولار بين عامي 2013 و2024.
في قطر، وقّع ترامب اتفاقيات تعاون اقتصادي بقيمة لا تقل عن 1.2 تريليون دولار، تضمنت صفقة كبرى لبيع طائرات “بوينغ” ومحركات “جنرال إلكتريك” للخطوط الجوية القطرية، إلى جانب استثمارات مباشرة تفوق 243.5 مليار دولار.
الإمارات: خطة استثمارية بـ1.4 تريليون دولار في أمريكا
اختتم ترامب زيارته الخليجية بالإمارات، حيث أعلن الرئيس محمد بن زايد عن التزام استثماري ضخم بقيمة 1.4 تريليون دولار سيتم ضخها في قطاعات التكنولوجيا، الطاقة، البنية التحتية، والذكاء الاصطناعي في أمريكا خلال السنوات العشر المقبلة.
وقد تم بالفعل توقيع اتفاقيات بين صندوق الاستثمار الإماراتي “إيه دي كيو” وشركة “إنرجي كابيتال بارتنرز” الأمريكية لتمويل مشاريع طاقة متجددة بقدرة 25 غيغاوات بقيمة تتجاوز 25 مليار دولار، تلبي الطلب المتزايد من مراكز البيانات والحوسبة السحابية.
وفي خطوة لافتة في قطاع التكنولوجيا، كشفت تقارير عن اتفاق مبدئي يسمح للإمارات باستيراد 500 ألف وحدة سنويًا من رقائق “إنفيديا” الأكثر تطورًا، لتُستخدم في تطوير قدرات الدولة في مجال الذكاء الاصطناعي، رغم تحفّظات بعض دوائر الأمن القومي الأمريكي.
حضور استثماري أمريكي واسع في الخليج
وزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق المري أعلن أن أكثر من 13 ألف شركة أمريكية تعمل في الإمارات حتى نهاية عام 2024، بالإضافة إلى وجود 66 ألف علامة تجارية أمريكية مسجّلة بالدولة.
من جهتها، تستثمر أكثر من 115 شركة إماراتية في السوق الأمريكية في مجالات متعددة تشمل الرعاية الصحية، التكنولوجيا، السياحة، والطيران.
ويجري حالياً نقاش بين إدارة ترامب والإمارات بشأن السماح بتجاوز القيود التي فرضتها إدارة بايدن على تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي، في صفقة قد تمنح الشركات الإماراتية، خاصة G42، قدرات تقنية متقدمة تُمكّنها من تشغيل مراكز بيانات تدعم التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي.
كما يرافق الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”، سام ألتمان، الرئيس ترامب في جولته الخليجية، لمناقشة توسيع مراكز بيانات الشركة في الإمارات، في خطوة تهدف لتعزيز وجودها في الشرق الأوسط.
المصادر: بقش