شبه الجزيرة نت | دولي | طهران
شهدت إيران فجر اليوم الجمعة سلسلة من الهجمات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في عدد من المناطق، من بينها العاصمة طهران، ومدينة نطنز المعروفة بنشاطاتها النووية، وكرمنشاه غرب البلاد. وتأتي هذه العمليات العسكرية، التي وصفت بالأكبر من نوعها، في إطار تصعيد جديد ينذر بتداعيات إقليمية واسعة النطاق.
عملية إسرائيلية تحت اسم “عام كلافي”
أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية عسكرية حملت اسم “عام كلافي”، وُصفت بأنها “استباقية ودقيقة”، وتهدف إلى تقويض قدرات إيران النووية. وأفادت مصادر رسمية إسرائيلية بأن الضربات استندت إلى معلومات استخباراتية تشير إلى تقدم في البرنامج النووي الإيراني.
تفاصيل الضربات الجوية
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، استهدفت الغارات عشرات الأهداف، من بينها مواقع تصنيع صواريخ باليستية، وحدات دفاع جوي، ومنشآت نووية في نطنز. كما أفادت تقارير عن بداية موجة ثانية من الهجمات قد تمتد لأيام أو أسابيع.
في المقابل، لم تصدر السلطات الإيرانية حتى الآن بيانات رسمية حول حجم الخسائر أو الرد المحتمل، غير أن شهود عيان أشاروا إلى وقوع انفجارات قوية في طهران وتعطل في بعض الأنظمة الإلكترونية، إلى جانب انقطاع للخدمات في عدة مناطق.
خلفية التصعيد
تأتي هذه الضربات في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، على خلفية اتهامات متبادلة بشأن البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران لجماعات مسلحة في المنطقة. وكانت إسرائيل قد أكدت مرارًا رفضها لامتلاك إيران لقدرات نووية، ملوّحة بإجراءات عسكرية استباقية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
وفي الداخل الإسرائيلي، أثارت العمليات جدلاً سياسيًا، إذ أفادت تقارير بوجود انقسامات داخل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن توقيت الهجوم وجدواه في ظل غياب دعم أمريكي مباشر. من جهتها، أوضحت الولايات المتحدة أنها لم تشارك في العملية، رغم إبلاغها المسبق بالخطط.
مواقف دولية وتحذيرات من التصعيد
أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ في الجبهة الداخلية وأغلقت مجالها الجوي كإجراء احترازي، بينما دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس، محذرة من خطر انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع. وحتى الآن، لم تصدر ردود رسمية من روسيا أو الصين، رغم ارتباطهما بعلاقات استراتيجية مع طهران.
السيناريوهات المحتملة ورد إيران المنتظر
يرى محللون أن الرد الإيراني قد يشمل ضربات مباشرة أو عبر حلفاء إقليميين مثل “حزب الله” في لبنان، أو استهداف مصالح إسرائيلية وأمريكية في المنطقة. كما قد تؤدي الهجمات إلى تعقيد الجهود الدولية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
لا تزال الأوضاع في المنطقة متوترة مع ترقب رد إيران الرسمي. وبينما تعتبر إسرائيل أن الضربات قد تؤخر تطوير البرنامج النووي الإيراني، يحذر مراقبون من احتمال تحول الوضع إلى مواجهة مفتوحة. الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت المنطقة على أعتاب حرب شاملة أم ستُفتح نافذة جديدة للدبلوماسية.