تقرير خاص | تصعيد غير مسبوق بين حكومة صنعاء وأمريكا: من دعم غزة إلى المواجهة المباشرة

شبه الجزيرة نت || البحر الأحمر
خلفية الصراع:
دخلت حكومة صنعاء، بقيادة حركة أنصار الله (الحوثيين)، في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ أواخر عام 2023، على خلفية العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي يحظى بدعم غير مشروط من واشنطن.
مع اتساع رقعة الحرب في غزة، أعلنت حكومة صنعاء موقفاً واضحاً ومباشراً بمساندة الشعب الفلسطيني، وبدأت بتنفيذ عمليات عسكرية تستهدف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، لا سيما في البحر الأحمر وباب المندب.
تطور العمليات:
-
هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة: شنت حكومة صنعاء هجمات متكررة استهدفت سفنًا أمريكية وإسرائيلية، وكذلك مصالح تجارية غربية في البحر الأحمر وخليج عدن، رداً على دعم واشنطن لإسرائيل.
-
استهداف قواعد أمريكية: ظهرت تقارير عن استهداف قواعد أمريكية في المنطقة (مثل التنف والشدادي) بالتزامن مع تصاعد الدعم الأمريكي للعمليات في غزة.
-
حملة بحرية واسعة: فرضت صنعاء حظراً على مرور السفن المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي، في خطوة وصفها مراقبون بأنها غير مسبوقة وتُظهر تحول اليمن إلى طرف مباشر في محور المقاومة.
موقف صنعاء:
أكدت حكومة صنعاء مراراً أن عملياتها العسكرية تأتي في إطار واجبها الديني والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، معتبرة أن أي دعم عسكري أو سياسي أمريكي لإسرائيل يجعل المصالح الأمريكية في مرمى الرد المشروع.
وقال المتحدث العسكري العميد يحيى سريع في تصريحات متكررة إن “كل السفن المتجهة إلى إسرائيل ستُعامل كأهداف عسكرية”، مؤكداً أن العمليات ستتواصل طالما استمر العدوان على غزة.
الرد الأمريكي:
-
تصعيد عسكري: ردّت الولايات المتحدة بسلسلة من الغارات الجوية العنيفة على عدة محافظات يمنية، من بينها صنعاء، الحديدة، وصعدة، مستخدمة قاذفات استراتيجية من طراز B-1 و B-52.
-
تحالف دولي: أعلنت واشنطن تشكيل “تحالف بحري” يهدف إلى تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر، إلا أن فعاليته لا تزال موضع شك في ظل استمرار الهجمات.
-
خطاب تصعيدي: اتهمت واشنطن حكومة صنعاء بتقويض الأمن الإقليمي والعمل لصالح أجندات إيران، رغم أن صنعاء تؤكد أنها تتخذ قراراتها بمعزل عن أي وصاية خارجية.
البعد الإقليمي والدولي:
الصراع بين حكومة صنعاء وأمريكا بات يمثل جزءاً من المواجهة الكبرى بين محور المقاومة والولايات المتحدة في المنطقة. وباتت اليمن بموقعها الجغرافي الاستراتيجي ورقة ضغط حاسمة في المعادلة.
كما ساهمت هذه المواجهة في تعميق المخاوف لدى الشركات العالمية من استمرار الاضطرابات في خطوط التجارة البحرية، لا سيما مع تراجع حجم الشحن عبر قناة السويس وتغير مسارات الملاحة نحو رأس الرجاء الصالح.