شبه الجزيرة نت | الشحن | البحر الأحمر
في ظل استمرار اضطرابات البحر الأحمر وتراجع عائدات عبور السفن، أعلنت هيئة قناة السويس عن خطة طموحة لتوسيع أنشطتها في القارة الأفريقية عبر الدخول في شراكات لبناء وإصلاح الموانئ، في محاولة لتعويض الانخفاض الحاد في الإيرادات واستعادة موقع القناة كممر ملاحي عالمي رئيسي.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، في مقابلة مع “الشرق”، إن القناة تسعى إلى استعادة 70% من أعداد السفن التي استخدمت الممر الملاحي في عام 2023، ما يعادل حوالي 18,500 سفينة خلال 2025، مقارنة بـ13,200 سفينة فقط عبرت في عام 2024.
ووفقًا للهيئة، فإن الانخفاض الحاد في عدد السفن العابرة لقناة السويس خلال العام الماضي نتج بشكل أساسي عن تحويل الكثير من الخطوط الملاحية مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، هربًا من الهجمات الحوثية في البحر الأحمر. وقد أدى ذلك إلى تراجع إيرادات القناة بنسبة 61%، لتسجل 3.9 مليار دولار فقط في 2024، مقابل 10.2 مليار دولار في 2023.
البحر الأحمر يضغط.. والمستقبل في أفريقيا
وأشار ربيع إلى أن التأثير الأكبر حالياً على القناة هو الاضطراب في البحر الأحمر، وليس الحرب التجارية العالمية، مؤكدًا أن الكثير من السفن لا تزال مترددة في العودة إلى القناة رغم توقف الهجمات منذ نهاية 2024.
وأضاف أن قناة السويس تتعاون حالياً مع السعودية والأردن في مشاريع تشمل بناء الأرصفة البحرية وإصلاح اللانشات، وتعتزم نقل هذه الخبرات إلى أفريقيا، في إطار خطط تنموية لتعزيز النفوذ البحري المصري في القارة.
ويأتي هذا التوجه بينما تسعى القناة إلى تحقيق إيرادات بقيمة 7 مليارات دولار بنهاية عام 2025، مدعومة بعودة تدريجية لبعض شركات الشحن التي علّقت استخدام القناة العام الماضي.
هدنة غزة لم تطل.. والضبابية مستمرة
رغم إعلان هدنة بين إسرائيل وحماس مطلع 2025، وبدء عودة تدريجية لبعض الخطوط الملاحية إلى القناة، فإن هذه الآمال اصطدمت بواقع جديد مع استئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة في 18 مارس، ما أعاد الضبابية إلى مستقبل الملاحة في البحر الأحمر.
وسجلت القناة خلال الربع الأول من هذا العام إيرادات بلغت 904 ملايين دولار، منخفضة بنسبة 6% على أساس سنوي، وبنحو 60% مقارنةً مع الربع نفسه من 2023.
وفي ظل هذه التحديات، يبدو أن قناة السويس تراهن على تنويع مصادر دخلها وتعزيز شراكاتها الدولية، لا سيما في أفريقيا، كجزء من استراتيجية أوسع للتكيّف مع مشهد ملاحي عالمي يتغير بسرعة تحت ضغط الصراعات الجيوسياسية.
المصدر: هيئة قناة السويس