شبه الجزيرة نت | محلي
في تطور عسكري لافت يعكس تصعيداً جديداً في المواجهة الإقليمية، أعلنت قوات صنعاء مساء اليوم الخميس تنفيذ ضربة صاروخية نوعية استهدفت مطار بن غوريون الإسرائيلي، الواقع في منطقة يافا المحتلة، مؤكدة أن الهجوم تم بواسطة صاروخ باليستي فرط صوتي، في ضربة تُعد من الأعنف والأكثر دقة منذ بدء العمليات اليمنية ضد أهداف إسرائيلية.
وبحسب المتحدث العسكري العميد يحيى سريع، فإن الصاروخ تمكن من اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة، وتسبب في حالة من الذعر الواسع النطاق بين السكان، ما دفع الملايين للنزوح المؤقت نحو الملاجئ، كما أدى إلى شلل تام في حركة الطيران بالمطار استمر لنحو ساعة.
الهجوم الجوي بطائرة “يافا” المسيّرة: تصعيد مزدوج
لم يكن الهجوم الصاروخي الوحيد، إذ نفذ سلاح الجو المسير التابع لقوات صنعاء هجوماً بطائرة مسيّرة من طراز “يافا”، مستهدفًا موقعًا حيويًا آخر في ذات المنطقة، ما يشير إلى تنسيق عالي المستوى بين سلاح الصواريخ والطائرات المسيرة، وقدرة صنعاء على تنفيذ ضربات مركبة وبعيدة المدى في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
قرار الحظر الجوي: تصعيد استراتيجي يتجاوز العمل العسكري
في بيان رسمي، أكدت قوات صنعاء أن العملية تأتي في إطار قرار فرض الحظر الجوي على إسرائيل، الذي أُعلن عنه قبل أسابيع. وجددت القوات تحذيرها لجميع شركات الطيران العالمية بضرورة التوقف الفوري عن تسيير رحلاتها إلى مطارات الاحتلال، أسوة بشركات كبرى بدأت فعلاً بإلغاء أو تعديل رحلاتها.
وأشار البيان إلى أن عمليات الحظر البحري والجوي، إضافة إلى الهجمات العسكرية، ستستمر ما دام العدوان على قطاع غزة قائماً، والحصار مضروبًا على سكانه، معتبرًا أن تلك العمليات تمثل واجبًا أخلاقيًا وسياسيًا لا يخضع لأي مساومة.
رسائل استراتيجية متعددة
يحمل الهجوم النوعي رسائل داخلية وخارجية واضحة:
-
للداخل اليمني: رسالة مفادها أن صنعاء قادرة على ترجمة شعارات الدعم لغزة إلى خطوات عسكرية فعلية، في وقت تعجز فيه دول كبرى عن فعل ما هو أدنى من ذلك.
-
لإسرائيل: تأكيد على هشاشة المنظومة الدفاعية الإسرائيلية في مواجهة تقنيات متقدمة مثل الصواريخ الفرط صوتية، وأن عمقها الاستراتيجي ليس بمنأى عن التهديد.
-
للمجتمع الدولي: دعوة مبطنة للضغط من أجل إنهاء الحرب على غزة، وتذكير بأن استقرار الممرات الجوية والبحرية مرتبط مباشرة بإنهاء الحصار.
خاتمة: صنعاء تُعيد رسم قواعد الاشتباك الإقليمي
بهذا الهجوم، تُثبت قوات صنعاء أنها لم تطلق تهديداتها عبثاً، وأنها تملك الإرادة والقدرة على تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة ومؤثرة تتجاوز البحر الأحمر إلى قلب إسرائيل. وبينما تتكثف الضربات اليمنية وتتعطل الملاحة الجوية والبحرية، تزداد الضغوط على الكيان الإسرائيلي داخلياً وخارجياً، وسط تصاعد الانتقادات للأداء العسكري والدبلوماسي لحكومته.
في المقابل، يبدو أن صنعاء تتجه نحو تحقيق نفوذ إقليمي غير مسبوق، مرتكزة على خطاب مقاوم وأفعال تضعها في مصاف اللاعبين الإقليميين المؤثرين، ليس فقط في ملف غزة، بل في خارطة الصراع الأوسع في المنطقة.