شبه الجزيرة نت | أخبار محلية
كشفت لجنة حماية الصحفيين الدولية (CPJ)، ومقرها نيويورك، أن المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في العاصمة اليمنية صنعاء، وأسفرت عن استشهاد 31 صحفياً وعاملاً إعلامياً، تمثل أكثر الهجمات دموية ضد الصحفيين في العالم منذ 16 عاماً.
اللجنة اتهمت إسرائيل صراحةً بـ”توسيع ممارساتها القاتلة ضد الصحفيين”، مؤكدة أن جيش الاحتلال يتعمّد تصوير الإعلاميين كـ”إرهابيين” في محاولة بائسة لتبرير عمليات الاغتيال. التقرير أوضح أن “إسرائيل قتلت واحداً من كل ستة صحفيين في العالم منذ عام 2016″، في دلالة على حجم الجرائم المنظمة التي تستهدف حرية الكلمة والإعلام.
جريمة مركزة في صنعاء
في 10 سبتمبر/أيلول، قصفت الطائرات الإسرائيلية مكتبي صحيفتين في العاصمة اليمنية صنعاء، ما أدى إلى إبادة جماعية طالت العشرات من الإعلاميين. ووفقاً للجنة العدالة الدولية، فإن هذا الهجوم “يعكس نمطاً ثابتاً لدى الاحتلال في استهداف الصحفيين ومقرات الإعلام بدعوى نشر الدعاية المعادية له”.
اللجنة شددت على أن ما حدث في صنعاء ليس حادثاً معزولاً، بل امتداد مباشر لجرائم مشابهة ارتكبتها إسرائيل في غزة ولبنان وإيران، حيث جرى استهداف مراسلين ومصورين عمد الاحتلال إلى وسمهم بـ”الإرهابيين” لتبرير قتلهم، دون أي دليل يثبت هذه المزاعم.
نمط دموي متكرر
تحت عنوان “استهداف الصحفيين كإرهابيين”، سلّط التقرير الضوء على سياسة إسرائيل في الخلط المتعمد بين الإعلاميين والأهداف العسكرية، معتبرة أن ذلك “يكشف عن ذهنية إجرامية تسعى لإسكات الحقيقة وطمس الرواية المناهضة للاحتلال”.
كما أشار التقرير إلى أن تبريرات جيش الاحتلال حول ضرب “إدارة العلاقات العامة للحوثيين” لا تعدو كونها محاولة رخيصة لتسويغ جريمة مكتملة الأركان، موضحاً أن مكاتب الإعلام في اليمن تعمل وفق مهنية لنقل حقيقة العدوان والجرائم بحق المدنيين.
إدانة دولية متصاعدة
بيان لجنة حماية الصحفيين الدولية جاء كصفعة مدوية لإسرائيل، مؤكداً أن دماء الصحفيين اليمنيين تكشف زيف الادعاءات التي يروجها جيش الاحتلال. التقرير أشار بوضوح إلى أن استهداف الإعلاميين في اليمن هو جزء من استراتيجية قديمة للاحتلال قائمة على تكميم الأفواه وكسر الإرادة الحرة للشعوب.
وبهذا، تدخل جريمة صنعاء سجل التاريخ كواحدة من أبشع المذابح التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي بحق الإعلام، مؤكدة أن إسرائيل لم تعد تكتفي بقتل المدنيين، بل جعلت من الصحافة عدواً مباشراً لها، في حرب مفتوحة على الكلمة الحرة والحقيقة.