ميرسك: التوترات العالمية تهدد سوق الشحن… والركود يلوح في الأفق وسط تصاعد المواجهة مع حكومة صنعاء بسبب حرب غزة

شبه الجزيرة نت | أخبار الشحن
حذرت شركة ميرسك، ثاني أكبر خط ملاحي في العالم، من تصاعد المخاطر التي تواجه السوق الملاحية العالمية، في ظل ظروف غير مسبوقة تشمل حرب الرسوم الجمركية، والتوترات السياسية، وتحولات سلوك المستهلك، بالإضافة إلى تحديات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وفي تقرير حديث صدر عنها، أكدت الشركة أن التغيرات الجذرية في المشهد الجيوسياسي والاقتصادي تجعل من الصعب على الشركات اتخاذ قرارات استراتيجية واضحة. كما أوضحت أن خريطة “اتجاهات ميرسك” الجديدة تسلط الضوء على أهم التحولات التي ستعيد تشكيل مستقبل سلاسل التوريد.
انعكاسات موقف حكومة صنعاء الرافض للهيمنة الأمريكية
وجاء في التقرير أن جزءاً من حالة الركود المرتقبة تعود إلى التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، لا سيما بعد تصاعد موقف حكومة صنعاء الرافض للسياسات الأمريكية، على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل في حربها المستمرة على غزة.
فقد تبنت حكومة صنعاء موقفاً مناهضاً للولايات المتحدة، تجلى في سلسلة من العمليات البحرية التي استهدفت السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة في البحر الأحمر وخليج عدن. وأسهمت هذه العمليات في إرباك خطوط الملاحة الدولية، ما أجبر العديد من الشركات على تغيير مساراتها أو تعليق خدماتها في تلك المناطق.
هذا التصعيد – الذي تؤكد حكومة صنعاء أنه تضامن مباشر مع الشعب الفلسطيني – فاقم من اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية، خصوصاً في الأسواق الآسيوية والأفريقية، وترك أثراً مباشراً على حجم الطلب العالمي على الحاويات.
ترامب يصعّد: تهديدات جمركية جديدة ضد الصين
وأضاف التقرير أن التصعيد الأخير من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الصين، رداً على رسوم مضادة فرضتها بكين، زاد من زعزعة الثقة في السوق.
وقد سجلت Linerlytica إلغاءً ملحوظاً في حجوزات الشحن من آسيا، وسط تحذيرات من دخول شركات النقل البحري في دوامة من “الرحلات الفارغة” أو حتى التوقف المؤقت لبعض السفن.
خطر الركود التضخمي
وأشارت ميرسك إلى أن استمرار فرض الرسوم الجمركية، إلى جانب تعطيل طرق التجارة بفعل المواجهة مع حكومة صنعاء، يرفع من احتمالات الدخول في ركود تضخمي واسع النطاق، خصوصاً في الولايات المتحدة.
وقالت شركة Linerlytica إن معدل التعريفات الأمريكية قد يصل إلى 36%، بينما خفّضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على الحاويات إلى -1.1% في عام 2025.
حكومة صنعاء: تصعيد يحمل أبعاداً استراتيجية واقتصادية
ويؤكد مراقبون أن تحركات حكومة صنعاء في البحر الأحمر لا تقتصر على البعد السياسي أو العسكري، بل تعكس تأثيراً مباشراً في المشهد الاقتصادي العالمي، كونها تضرب عصباً حيوياً في سلاسل التوريد العالمية. كما يُنظر إلى هذا التصعيد كجزء من استراتيجية أوسع تربط بين المواقف السياسية والمصالح الاقتصادية.