شبه الجزيرة نت | محلي
في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، استعرض مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ تطورات الوضع في البلاد، مشيراً إلى التحديات المتزايدة التي تواجهها اليمن على الصعيدين الإقليمي والاقتصادي.
الصراع الإقليمي: أوضح غروندبرغ أنه قضى معظم العام 2024 في محاولة لحماية اليمن من تداعيات التصعيد الإقليمي، مع التركيز على إيجاد فرصة حقيقية لإنهاء الصراع. وقال: “السياق أصبح أكثر تعقيدًا على المستوى الدولي، خاصة مع الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي تسببت في أضرار للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي”. وأضاف أن تلك الأضرار أثرت بشكل مباشر على قدرة اليمن في تفريغ المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن التصعيدات المستمرة تهدد الأمن الملاحي وتزعزع استقرار الاقتصاد اليمني، مما يؤثر على الاستقرار الإقليمي بشكل عام. كما أكد على ضرورة معالجة أزمة اليمن بشكل عاجل، كون الاستقرار الإقليمي يعتمد جزئياً على تحقيق السلام في البلاد.
غروندبرغ ذكر أيضاً أنه أجرى اتصالات مكثفة مع الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية، وعقد محادثات صريحة وبناءة في مسقط وصنعاء وطهران والرياض. وأكد أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى عواقب إنسانية مدمرة.
التدهور الاقتصادي: على الصعيد الاقتصادي، قال غروندبرغ إنه أجرى حوارات موسعة مع الأطراف اليمنية حول القضايا الاقتصادية، حيث أبدت الحكومتان اعترافاً بالتحديات الملحة وتطلعاً مشتركاً نحو تحسين الوضع الاقتصادي لليمنيين.
وأشار إلى أن التدهور الاقتصادي المستمر يؤثر بشكل خاص على الفئات الأكثر هشاشة، ورغم الخطوات التي اتخذتها الحكومتان لمعالجة الأزمة، إلا أن التحديات الهيكلية الأوسع لا يمكن معالجتها إلا من خلال التعاون بين الأطراف.
غروندبرغ أشار إلى أنه يتم العمل بشكل وثيق مع الجهات الفاعلة في القطاعين المصرفي والخاص لتحديد الإجراءات اللازمة لتعافي الاقتصاد اليمني، مشيرًا إلى أنه تم التباحث حول حوار اقتصادي أوسع يشمل موضوعات مثل توحيد البنك المركزي، واستئناف صادرات النفط، ودفع رواتب القطاع العام بالكامل.
وفي الختام، شدد المبعوث الأممي على ضرورة أن يتخذ الأطراف قرارات حاسمة في الوقت الراهن، محذرًا من تأخير التقدم بسبب سيناريوهات مستقبلية غير مؤكدة.