شبه الجزيرة نت | اقتصاد وتكنولوجيا
وسط المشهد الاقتصادي العالمي المتقلّب، برز الذكاء الاصطناعي كعامل إنقاذ رئيسي يدفع أرباح الشركات التكنولوجية الكبرى إلى الأعلى، متجاوزًا التأثيرات السلبية للرسوم الجمركية والحرب التجارية المتصاعدة التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ففي الوقت الذي تعاني فيه شركات الإلكترونيات الاستهلاكية من تراجع حاد بسبب تقلبات التجارة العالمية، نجحت كل من مايكروسوفت وألفابت (الشركة الأم لغوغل) في تسجيل نتائج مالية قوية خلال الربع الأول من العام، مدفوعة بالطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا سيما في مجالات الإعلانات الرقمية والحوسبة السحابية.
قفزة في أرباح مايكروسوفت وألفابت بفضل الذكاء الاصطناعي
أعلنت مايكروسوفت عن ارتفاع بنسبة 33% في إيرادات الحوسبة السحابية عبر منصة “أزور”، بينما شهدت ألفابت زيادة بنسبة 8.5% في مبيعاتها الإعلانية، بعد دمج الذكاء الاصطناعي في محرك البحث “غوغل”، مما زاد من جاذبيته للمعلنين. كما سجلت “ميتا” (فيسبوك) أداءً قوياً تجاوز التوقعات، بينما لم تتمكن “سناب” من تقديم توقعات مستقبلية وسط حالة عدم اليقين.
وفي الأسواق، انعكس هذا الأداء على أسهم التكنولوجيا، حيث ارتفعت أسهم مايكروسوفت بأكثر من 8% وأسهم ميتا بنسبة 6.4% في تداولات ما قبل السوق. كما صعدت أسهم موردي شرائح الذكاء الاصطناعي مثل “إنفيديا” و”أدفانسد مايكرو ديفايسز” بأكثر من 3%.
في المقابل… قطاع الإلكترونيات يترنح
تزامناً مع هذه النتائج الإيجابية، عانت شركات تصنيع الرقائق والإلكترونيات مثل كوالكوم، وإنتل، وسامسونغ من ضغوط كبيرة بسبب تراجع إنفاق المستهلكين وحالة الغموض الناتجة عن الرسوم الجمركية الجديدة. كوالكوم، على سبيل المثال، توقعت انخفاضاً في إيرادات الربع الثالث، حيث تُعد أبل أكبر عملائها، وهي الأخرى معرّضة بشدة للتقلبات التجارية بسبب اعتمادها على الصين في الإنتاج.
وأشارت تقارير إلى أن شركة “أبل” تخطط لنقل بعض خطوط إنتاجها إلى الهند لتخفيف آثار الرسوم، بينما يحاول بائعو أمازون التابعون لطرف ثالث تفادي الخسائر خلال مواسم التسوق المقبلة عبر تقليص النشاط أو رفع الأسعار.
مؤشرات الإنفاق على الذكاء الاصطناعي تبعث التفاؤل
مايكروسوفت كشفت أن مساهمة الذكاء الاصطناعي في نمو منصة “أزور” ارتفعت من 13 إلى 16 نقطة مئوية، وأكدت أنها تعتزم استثمار 80 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي خلال السنة المالية الجارية. رغم بعض التحديات في تلبية الطلب المتسارع، عبّرت الشركة عن تفاؤلها بقدرتها على سد النقص في السعة خلال الأشهر المقبلة.
ذكاء اصطناعي مزدهر، وتجارة مأزومة
يوضح هذا التباين أن الشركات التي تركّز على الحلول المؤسسية والتقنيات المستقبلية، خصوصاً الذكاء الاصطناعي، تملك القدرة على الصمود وربما الازدهار رغم الاضطرابات الاقتصادية. أما تلك التي تعتمد على المنتجات الاستهلاكية، فهي تواجه رياحاً عاتية نتيجة السياسات الحمائية والتقلبات التجارية التي تهدد استقرار الأسواق وسلاسل التوريد.
المصدر: وكالات