شبه الجزيرة نت | رياضة | منوعات
بعد سنوات من الغياب القاري والتراجع في التصنيف العالمي، تتطلع الكرة الليبية إلى استعادة بريقها من خلال مشروع تدريبي جديد يقوده المدرب السنغالي المخضرم أليو سيسيه، الفائز مع منتخب بلاده بلقب كأس الأمم الأفريقية 2021.
قرار مفاجئ ولكن برؤية واضحة
كان تعيين سيسيه مديرًا فنيًا لـ”فرسان المتوسط” في مارس الماضي خطوة مفاجئة للعديد من المراقبين، نظراً لتاريخ الرجل الذي قاد السنغال إلى أبرز إنجازاتها القارية. لكنه يوضح أن الدافع كان التقاء الرؤى والطموحات مع الاتحاد الليبي لكرة القدم.
“منذ لقائي الأول مع مسؤولي الاتحاد الليبي، شعرت برغبتهم الحقيقية في التغيير، وهو ما شجعني على قبول التحدي”، قال سيسيه في حديثه لـ BBC سبورت أفريقيا.
ليبيا بين التحديات والفرص
لم يتأهل المنتخب الليبي إلى كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012، ويحتل حالياً المركز 117 عالمياً. رغم هذا الواقع، يرى سيسيه أن البلاد تملك خزاناً من المواهب، لكنه يقرّ بأن الفريق يفتقر إلى الخبرة والتنظيم داخل الملعب.
“لدينا لاعبون مهاريون، لكننا نحتاج إلى المزيد من الانضباط والالتزام إذا أردنا المنافسة في أفريقيا”، أضاف المدرب السنغالي.
تصفيات كأس العالم… بداية المشوار
في أولى مبارياته مع ليبيا، حصد سيسيه نقطة واحدة فقط من مواجهتي أنغولا والكاميرون ضمن تصفيات كأس العالم 2026. ويحتل الفريق حالياً المركز الثالث في المجموعة الرابعة بفارق أربع نقاط عن الكاميرون.
ومع تبقي أربع جولات على نهاية التصفيات، لا يزال الأمل قائماً في بلوغ الملحق القاري.
“لا شيء مستحيل في كرة القدم. علينا التحضير الجيد للمباريات القادمة أمام أنغولا وإسواتيني”، شدد سيسيه.
خطة لبناء منتخب متوازن
أشار سيسيه إلى أن استراتيجيته تقوم على دمج اللاعبين المحليين بالمحترفين في الخارج. ويُجري حالياً تقييماً للاعبين الناشطين في الدوري الليبي، إلى جانب التواصل مع ليبيين في أوروبا.
“سمعت شائعات بأنني لا أثق باللاعبين المحليين، وهذا غير صحيح إطلاقاً. مشروعنا يبدأ من الداخل”، قال المدرب البالغ من العمر 49 عاماً.
الاستعداد لكأس العرب وأمم أفريقيا 2027
أحد أبرز أهداف سيسيه يتمثل في إعادة ليبيا إلى كأس الأمم الأفريقية 2027. كما يجهّز الفريق للمشاركة في بطولة كأس العرب في ديسمبر المقبل، والتي يعتبرها محطة تحضيرية مهمة.
“أمامنا تحديات كبيرة، لكننا نملك الأدوات. في السنغال، صنعت جيلاً من الأبطال، وأنا مستعد لتكرار ذلك هنا”، أكد بثقة.
التزام طويل الأمد وفلسفة واضحة
رغم الضغوط والتوقعات العالية، يؤكد سيسيه التزامه الكامل بالمنتخب الليبي، ويصر على أن مشروعه ليس قصير الأجل.
“اللعب للمنتخب الوطني شرف، وأريد لاعبين يشعرون بهذا الفخر”، أضاف، مشيرًا إلى أن روح الفريق والانضباط هما مفتاح النجاح.