شبه الجزيرة نت | محلي
بينما تتصاعد المظاهرات العالمية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتزداد الضغوط الدولية على الاحتلال بسبب الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، تواصل العاصمة اليمنية صنعاء حضورها اللافت كإحدى أبرز العواصم العربية المعبّرة عن تضامن شعبي وفعلي مع الفلسطينيين، عبر مظاهرات أسبوعية وعمليات عسكرية متواصلة.
ففي الوقت الذي شهدت فيه مدن كبرى مثل لاهاي، باريس، لندن، وواشنطن احتجاجات مليونية خلال اليومين الماضيين، خرج عشرات الآلاف من اليمنيين في العاصمة صنعاء، وتحديدًا في ميدان السبعين، للأسبوع التاسع والعشرين على التوالي، مجددين موقفهم الثابت الداعم لغزة، ورافضين كل أشكال التطبيع.
وأكدت حكومة صنعاء في بيانات وتصريحات رسمية أن الموقف الشعبي لا يكتمل دون خطوات عملية على الأرض، مشيرة إلى أن استمرار العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية في البحر الأحمر، وضد السفن المرتبطة بالاحتلال، هو جزء من موقف مبدئي تجاه القضية الفلسطينية، ورد مباشر على المجازر والانتهاكات.
غضب عالمي متسع: من صنعاء إلى لاهاي
وفي هولندا، تظاهر أكثر من 100 ألف شخص في مدينة لاهاي في احتجاج وُصف بالأضخم منذ عقدين، للمطالبة بوقف الإبادة في غزة ومحاسبة إسرائيل دوليًا، لا سيما أن المظاهرة مرت بجوار محكمة العدل الدولية، حيث تُنظر دعوى تتهم الاحتلال بارتكاب جرائم حرب.
وفي باريس، حمل آلاف المتظاهرين لافتات تندد بصمت الأنظمة الغربية، فيما شهدت مدن مثل ميلانو، جاكرتا، لندن وواشنطن احتجاجات حاشدة، شارك فيها فلسطينيون ومناصرون للقضية، رافعين صورًا وشهادات من تحت الأنقاض.
تحولات دولية لافتة
وعلى المستوى الرسمي، سُجّلت تحركات سياسية غير مسبوقة نسبيًا. فقد أدان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز العدوان الإسرائيلي علنًا، مؤكدًا في تصريحاته أن “فلسطين للفلسطينيين”، خلال اجتماع مجلس الأممية الاشتراكية.
وفي بيرو، فُتح تحقيق ضد جندي إسرائيلي بجرائم حرب، استنادًا إلى شكوى موثقة من منظمة حقوقية، بينما فرضت بريطانيا عقوبات على مستوطنين ومنظمات إسرائيلية، وأعلنت تعليق مفاوضات التجارة الحرة، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا دبلوماسيًا نادرًا.
أما ماليزيا، فاتهمت إسرائيل بمحاولة تنفيذ تهجير جماعي في غزة، داعية مجلس الأمن الدولي إلى التدخل العاجل.
صنعاء: المعركة أخلاقية قبل أن تكون عسكرية
حكومة صنعاء اعتبرت أن ما يحدث يمثل اختبارًا أخلاقيًا وإنسانيًا للعالم أجمع، مشددة على أن ما يُسمّى “الخذلان العربي الرسمي” هو ما دفعها للاستمرار في العمليات العسكرية دعماً لغزة، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرير لا تقبل التسوية.
وأكدت صنعاء أن المواقف الرسمية الدولية، رغم أهميتها، لا يمكن أن تُحدث فرقًا ما لم تترافق مع قرارات واضحة لوقف العدوان ورفع الحصار عن المدنيين، وإيصال المساعدات بشكل عاجل.