مقدمة: اختبار غير مسبوق
في خطوة غير اعتيادية، أغلقت الحكومة الصينية طرقًا سريعة حقيقية لتنفيذ ما وُصف بأنه أقسى اختبار للسيارات ذاتية القيادة في التاريخ. شاركت 36 سيارة من شركات كبرى مثل: BYD، XPeng، NIO، Aito (هواوي)، Xiaomi، وتسلا.
لكن النتيجة كانت مفاجِئة: تسلا تفوقت رغم استخدامها نسخة قديمة من برمجيات القيادة الذاتية.
لماذا أُجري هذا الاختبار؟
بحلول منتصف 2025، ارتفعت حوادث السيارات المرتبطة بأنظمة “القيادة الذاتية” وأثارت قلق الجمهور. لذلك جاء الاختبار بهدف:
- التمييز بين المساعدة على القيادة والاستقلالية الكاملة.
- كشف الفجوة بين الوعود التسويقية والواقع.
- فرض مسؤولية حقيقية على الشركات أمام المستهلكين والحكومة.
سيناريوهات قاتلة ومفاجآت على الطريق
الاختبارات شملت 15 سيناريو عالي الخطورة، أبرزها:
- تغيير مسارات مفاجئ بسيارات مسرعة.
- قيادة ليلية مع ضعف الإضاءة.
- ممرات ضيقة وسط ازدحام.
- مشاهد اصطدام متناثرة على الطريق.
لكن الأكثر غرابة كان الخنزير البري الروبوتي الذي ظهر فجأة أمام السيارات، ليحاكي مواقف تتسبب بآلاف الحوادث سنويًا.
النتائج: صدمة الصناعة
من أصل 216 اختبارًا صعبًا:
- تسلا Model 3 وModel X برزتا بأداء “مهيمن”، رغم اعتماد نظام Autopilot إصدار 2023 وليس FSD Beta الحديث.
- Huawei Aito M9 وXPeng حققتا نتائج جيدة في بعض الجوانب.
- العديد من الشركات الصينية واجهت إخفاقات متكررة، ما كشف عن فجوة برمجية مقارنة بالمنافسين.
اللافت أن تسلا تفوقت ببرمجيات قديمة عمرها عامان، بينما المنافسون استخدموا أحدث أنظمتهم.
الجدل على وسائل التواصل
مقاطع فيديو “الخنزير الروبوتي” اجتاحت الإنترنت بسرعة:
- تسلا رحبت بالنتائج بشفافية.
- شركات صينية مثل BYD التزمت الصمت، ما أثار جدلًا واسعًا حول العدالة والمعايير الموحدة.
ما الذي يعنيه ذلك لمستقبل الصناعة؟
- تسلا تكشف فجوة خطيرة: إذا كان برنامجها القديم يتفوق، فما الذي سيحدث عند إطلاق الإصدارات الأحدث؟
- الصين تغيّر قواعد اللعبة: لم تعد الشركات قادرة على الاختباء خلف فيديوهات تسويقية؛ الاختبارات القاسية ستصبح معيارًا عالميًا.
- شفافية أمام المستهلك: ما بعد 2025 قد يشهد اعتماد اختبارات مماثلة دوليًا.
عصر الضجيج انتهى
اختبار الصين الأخير أنهى حقبة الوعود التسويقية الفارغة. اليوم، الشركات مطالبة بـ:
- إثبات فعالية أنظمتها على طرق حقيقية.
- مواجهة مخاطر واقعية.
- القبول بنتائج شفافة أمام الجمهور.
ومع “الخنزير الروبوتي” كرمز جديد، بات واضحًا أن السباق نحو السيارات ذاتية القيادة أصبح سباق بقاء بين الشركات.