كشفت وكالة الأنباء الدنماركية “DR NEWS” عن قرار الجيش الدنماركي بالتخلي عن الفرقاطة الحربية “إيفر هويتفيلد” بعد فشلها في أداء مهامها القتالية في البحر الأحمر، وذلك ضمن مهمة حماية الملاحة البحرية ضمن قوة “أسپيدس” التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي أُنشئت لمواجهة الهجمات التي تستهدف السفن المتجهة إلى إسرائيل.
فشل تقني وفضيحة عسكرية
وبحسب التقرير، فإن رئيس أركان الدفاع الدنماركي أوصى بوقف خطة تحديث الفرقاطة، والاكتفاء بسحبها من الخدمة نهائيًا، نظراً لوجود “عيوب فنية خطيرة” كشفتها مواجهة ميدانية مع طائرات مسيّرة أطلقتها القوات المسلحة اليمنية. هذه المواجهة أدت إلى خلل واسع في أنظمة الدفاع على متن الفرقاطة، ما جعلها عاجزة عن أداء دورها في حماية الملاحة البحرية.
وأكد التقرير أن إخفاق “إيفر هويتفيلد” في صدّ الهجمات، وما تبعه من أضرار، أدى إلى فضيحة عسكرية دفعت البحرية الملكية الدنماركية إلى اتخاذ قرار سريع بسحبها من البحر الأحمر في 9 مارس الماضي، وإقالة عدد من المسؤولين العسكريين لعدم إبلاغهم وزير الدفاع مسبقًا بوجود أعطال هيكلية وتقنية في السفينة.
الدنمارك ضمن تحالف «حارس الازدهار»
وكانت الفرقاطة قد أُرسلت إلى البحر الأحمر في 29 يناير 2024 للمشاركة ضمن تحالف “حارس الازدهار” بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، والذي جاء كردّ على عمليات “القوات المسلحة اليمنية” التي تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل، بهدف الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال وزير الدفاع الدنماركي ترويلز لوند بولسن آنذاك خلال مؤتمر صحفي من على متن الفرقاطة قبيل مغادرتها قاعدة “كورسور” البحرية:
“إذا كنتم تعتقدون أن الرد على الحوثيين هو السماح لهم بترهيب التجارة العالمية الحرة، فأنتم على مسار خاطئ. ولهذا السبب نحن، إلى جانب الأميركيين والبريطانيين، نتحمل المسؤولية ونرسل رسالة واضحة بأننا لن نتسامح مع هذه الهجمات.”
التحالف الغربي يواجه تحديات
لكن الهجوم الذي نفذته الطائرات اليمنية المسيّرة، وأسفر عن إصابة الفرقاطة وعجزها عن استخدام منظوماتها الدفاعية، وضع علامات استفهام كبيرة حول جاهزية القوات الغربية لمواجهة تكتيكات الحرب غير المتكافئة في البحر الأحمر.
وبحسب الوكالة، فإن الجيش الدنماركي يعتزم الآن التوجه نحو بناء فئة جديدة من الفرقاطات أكثر تطوراً وتحصيناً، بدلاً من الاستثمار في تحديث القطع القديمة التي أثبتت فشلها الميداني، وهو ما يعكس تحوّلاً في العقيدة العسكرية بعد دروس البحر الأحمر.