شبه الجزيرة نت | واشنطن – سياسة دولية
في وقت سارع فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إدانة حادثة مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، مؤكداً أنه “أكثر الرؤساء دعماً لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة”، كشفت مجلة “بوليتيكو” عن تصاعد التوتر خلف الكواليس بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونقلت المجلة عن خمسة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين أن العلاقة بين ترمب ونتنياهو تشهد توتراً متزايداً، نتيجة خلافات حول إدارة ملفات شائكة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في غزة، والملف النووي الإيراني، والتعامل مع جماعة الحوثي في اليمن.
علاقة “فاترة”.. لا قطيعة
ورغم أن المسؤولين نفوا وجود “قطيعة” رسمية، إلا أنهم وصفوا العلاقة الحالية بأنها فاترة ومتوترة. وقال أحد المسؤولين السابقين:
“هناك تيار داخل الإدارة لا يحمل مشاعر خاصة تجاه إسرائيل، بل يرى فيها شريكاً دون أولوية خاصة”.
وأضاف مصدر مقرب من البيت الأبيض:
“الكثيرون في الإدارة يرون أن نتنياهو هو أصعب طرف يمكن التعامل معه في هذه المرحلة”.
📞 اتصال رسمي.. وخلافات غير معلنة
بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أجرى نتنياهو مكالمة هاتفية مع ترمب أعرب فيها الأخير عن “حزنه العميق” على الهجوم الذي استهدف دبلوماسيين إسرائيليين في واشنطن، كما ناقشا تطورات الحرب في غزة والملف الإيراني.
لكن مصادر المجلة تشير إلى أن نهج نتنياهو في إدارة العلاقات مع واشنطن—الذي يوصف بأنه “يفتقر إلى البروتوكول والاحترام”—أثار انزعاج فريق ترمب، خصوصاً أن الأخير كان يأمل في تحقيق انتصارات دبلوماسية سريعة في الشرق الأوسط عبر العلاقة مع تل أبيب.
📉 مؤشرات التوتر
-
ترمب لم يزر إسرائيل خلال رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، ما اعتُبر “تجاهلاً علنياً”.
-
إدارة ترمب توصلت إلى اتفاق تهدئة مع الحوثيين دون إشراك إسرائيل.
-
تفاوضت واشنطن مع إيران بشأن برنامجها النووي رغم معارضة إسرائيلية شديدة.
-
ضغوط أميركية متكررة على حكومة نتنياهو للسماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.
انقسام داخل إدارة ترمب
بحسب “بوليتيكو”، يتلقى ترمب نصائح متضاربة من أعضاء إدارته:
-
ماركو روبيو، ستيفن ميلر، وجون راتكليف: يدعمون إسرائيل بقوة.
-
تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية: تدعو إلى نهج أكثر توازناً.
هذا الانقسام جعل ترمب يتجنب التصريحات المباشرة بشأن إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وفق ما قاله مسؤول أميركي.
الخلفية: خلافات على غزة وإيران
في وقت تطالب فيه إدارة ترمب بإنهاء الحرب في غزة، يتمسك نتنياهو بمواصلة العمليات العسكرية. كما أن محاولات ترمب لإعادة التفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي تصطدم برفض إسرائيلي، في وقت يرى فيه البيت الأبيض أن إسرائيل “تطلب الكثير دون مقابل دبلوماسي ملموس”.