نقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، مساء الأربعاء، عن مصادر استخباراتية مطلعة، أن جهاز الاستخبارات الإيراني نفّذ عملية سرية معقدة استغرقت وقتاً طويلاً وجهداً دقيقاً، أسفرت عن الحصول على آلاف الوثائق والتسجيلات المصورة التي تحتوي على معلومات حساسة وخاصة بمنشآت البرنامج النووي الإسرائيلي.
وأوضحت المصادر أن العملية لم تقتصر على جمع المعلومات فقط، بل شملت نقل هذه الوثائق بشكل آمن إلى داخل الأراضي الإيرانية، ما استدعى تأجيل الإعلان الرسمي عن العملية لضمان سلامة نقلها وحماية مصادرها، ومنع كشفها في مراحلها الأولى.
تفاصيل الوثائق التي تم الحصول عليها
ووفقاً للمصادر، تتضمن الوثائق معلومات دقيقة تتعلق بالبنية التحتية للبرنامج النووي الإسرائيلي، بالإضافة إلى تفاصيل تقنية عن منشآت نووية محصنة ومحصنة بشكل استثنائي، ما يشير إلى مستوى متقدم من الحماية الأمنية داخل تلك المنشآت. هذه المعلومات قد تحمل أهمية استراتيجية كبرى في الملف الأمني والعسكري لإيران والمنطقة.
كما أشارت المصادر إلى أن حجم المعلومات التي تم الحصول عليها غير مسبوق، ويشمل مواد استخباراتية وتسجيلات مصورة تدعم تقييمات إيران بشأن القدرات النووية الإسرائيلية، وتساعد في تطوير استراتيجيات الرد أو الردع المستقبلية.
تكتّم إيراني متعمد لضمان أمن العملية
أكدت المصادر أن التكتّم الذي صاحَب الإعلان عن العملية لم يكن مصادفة، بل جاء بناءً على دراسة دقيقة لضمان عدم تعريض الوثائق أو الأشخاص المعنيين بأي خطر، خاصة أن عملية النقل عبر الحدود تعد من العمليات الخطرة والمعقدة، تتطلب تنسيقاً استخباراتياً عالي المستوى.
ردود الفعل الإقليمية والدولية المحتملة
من المتوقع أن تثير هذه التطورات توترات جديدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعتبر إسرائيل البرنامج النووي الإيراني تهديداً وجودياً، وتعمل على كشف أنشطته بصورة مستمرة. وفي المقابل، قد تستغل إيران هذه المعلومات لتعزيز موقفها السياسي والعسكري في مواجهة إسرائيل.
كما أن الكشف عن هذا الاختراق الكبير قد يؤدي إلى تصعيد في مجال التجسس الإلكتروني والاستخباراتي بين البلدين، بالإضافة إلى تأثيرات على المشهد الدبلوماسي الإقليمي والدولي، خصوصاً فيما يتعلق بملف النووي الإيراني والمفاوضات المرتبطة به.
قناة الميادين وتأكيد المصادر
في تغطية متزامنة، نقلت قناة الميادين عن مصادرها الخاصة تأكيدها على أن جهاز الاستخبارات الإيراني حصل على كمية ضخمة من المعلومات الاستراتيجية المرتبطة بمشاريع الاحتلال الإسرائيلي النووية، وأن سرية العملية جاءت بسبب ضخامة الوثائق وحساسية نقلها داخل إيران.
أهمية العملية وتأثيرها على المشهد الأمني
تأتي هذه العملية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وتزامنها مع فترة حساسة في العلاقات الدولية حول البرنامج النووي الإيراني، والتي تشهد تفاوضاً دولياً معقداً حول مستقبل الاتفاق النووي.
وتدل المعلومات التي كشفتها الاستخبارات الإيرانية على مستوى متقدم من القدرات التقنية والتنظيمية، مما قد يؤثر على موازين القوى في المنطقة، ويزيد من التعقيد في ملف الأمن النووي، خاصة بين إيران وإسرائيل.