في خضم حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة، كشفت وزارة الأمن الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن تسجيل رقم قياسي غير مسبوق في الصادرات العسكرية والأمنية لعام 2024، بلغت قيمته نحو 14.795 مليار دولار (حوالي 52 مليار شيكل)، بزيادة قدرها 13% عن عام 2023، ما يجعلها السنة الرابعة على التوالي التي تُسجّل فيها الصناعات الدفاعية نمواً مطرداً.
ووفقاً للبيان الصادر عن الوزارة، فإن أكثر من نصف الصفقات (56.8%) كانت عقوداً ضخمة تتجاوز قيمتها 100 مليون دولار للصفقة الواحدة، وجرى توقيعها مع عشرات الدول حول العالم، رغم العدوان المتواصل على غزة.
دول اتفاقيات إبراهام تعمّق تعاونها الدفاعي مع إسرائيل
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن 12% من هذه الصفقات أُبرمت مع دول اتفاقيات إبراهام (الإمارات، البحرين، المغرب)، مقارنة بـ3% فقط عام 2023، ما يشير إلى تنامي التعاون العسكري مع تل أبيب رغم المجازر المرتكبة في غزة.
في المقابل، سجّلت الصادرات إلى دول آسيا وأميركا اللاتينية انخفاضاً حاداً، إذ تراجعت من 52% عام 2023 إلى 24% فقط في 2024.
أنظمة الدفاع الجوي تتصدر المبيعات
بحسب وزارة الأمن الإسرائيلية، فقد شكّلت أنظمة الدفاع الجوي ما نسبته 48% من إجمالي الصادرات، تليها المركبات المدرعة (9%)، وأنظمة الفضاء والأقمار الصناعية (8%)، فيما توزعت باقي النسب على الرادارات، الإلكترونيات الجوية، الأسلحة، الاتصالات، والطائرات المسيّرة وغيرها.
وشهد عام 2024 قفزة ملحوظة في صادرات الدفاع الجوي والفضائي، إذ ارتفعت مساهمة أنظمة الأقمار الصناعية من 2% في 2023 إلى 8% هذا العام، بينما نمت الصادرات إلى دول أوروبا بنسبة كبيرة لتصل إلى 54% من الإجمالي، مقارنة بـ35% العام الماضي.
حرب غزة ترفع الطلب على الأسلحة الإسرائيلية
الوزارة أشارت إلى أن الحرب على غزة ساهمت في رفع الطلب العالمي على الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، بفضل ما وصفته بـ”الإنجازات العملياتية غير المسبوقة”، و”الخبرات القتالية الميدانية” التي اكتسبتها تل أبيب خلال الأشهر الماضية.
وفي تعليقه على هذه الأرقام، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس:
“رغم الحرب المعقدة، حققت إسرائيل إنجازاً قياسياً في الصادرات الدفاعية… العالم يرى قوتنا ويريد أن يكون جزءاً منها”.
من جهته، أكد اللواء أمير برعام، المدير العام لوزارة الأمن، أن هذا الإنجاز يعكس الثقة المتزايدة عالمياً بالتكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، معتبراً أن تعزيز الصادرات سيمكن إسرائيل من تحديث وتوسيع قدرات جيشها.
أما العميد يئير كولس، رئيس قسم التصدير الدفاعي، فقد أشار إلى أن إسرائيل أصبحت قوة رائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا الأمنية، قائلاً:
“هذه النتائج تؤكد الجودة العالية لمنظوماتنا الدفاعية، والثقة الدولية التي نحظى بها”.