في تصعيد جديد وخطير، شنّت طائرات حربية تابعة للكيان الإسرائيلي غارات جوية على محافظة الحديدة غرب اليمن، مستهدفة بشكل مباشر ميناء الحديدة الحيوي، في خطوة تهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية في البلاد.
تصعيد اقتصادي وعقاب سياسي
تأتي هذه الضربات الجوية في ظل سياسة إسرائيلية متصاعدة تهدف، بحسب مراقبين، إلى خنق الاقتصاد اليمني ومعاقبة حكومة صنعاء على مواقفها الداعمة لفلسطين، وعملياتها العسكرية في البحر الأحمر الهادفة إلى الضغط من أجل وقف الحرب على غزة.
ويُنظر إلى هذا الهجوم على أنه جزء من محاولات الكيان الإسرائيلي لردع صنعاء عن مواصلة تحركها العسكري والسياسي المناهض للعدوان على الفلسطينيين.
تحذيرات من توسع الحرب
ويأتي الاستهداف بعد أسابيع من تهديدات إسرائيلية متكررة بضرب البنية التحتية البحرية اليمنية، وعلى رأسها ميناء الحديدة، في وقت تزداد فيه المخاوف من اتساع رقعة المواجهة في المنطقة، بما يشمل جبهات جديدة ومواقف أكثر حدة من قوى إقليمية.
مراقبون يرون أن الكيان الإسرائيلي يسعى من خلال هذه العمليات إلى جرّ المنطقة نحو صراع مفتوح، لا سيما بعد الفشل في احتواء المواقف المناهضة له من قبل قوى المقاومة في اليمن ولبنان والعراق.
استهداف ميناء الحديدة… تهديد لحياة ملايين اليمنيين
يُعد ميناء الحديدة المستهدف اليوم من أهم المنافذ الحيوية التي تعتمد عليها اليمن لاستيراد المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، ويخدم أكثر من 70% من السكان.
وبالتالي، فإن أي ضرر مباشر أو تعطيل لهذا المرفق يعني كارثة إنسانية فورية، تهدد بتضييق الخناق على شعب يعاني أصلًا من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
موقف صنعاء… دعم واضح لغزة ورسالة سياسية حاسمة
وكانت قوات صنعاء قد تبنت خلال الأشهر الماضية عمليات عسكرية بحرية استهدفت سفنًا مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، وذلك في إطار ما وصفته بـ”التضامن العملي مع الشعب الفلسطيني”.
وتؤكد حكومة صنعاء أن موقفها لن يتغير، وأن العمليات ستستمر “حتى يتوقف العدوان على غزة وترفع الحصارات عن الشعب الفلسطيني”.