شبه الجزيرة نت | اقتصاد
كشفت بيانات رسمية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن تراجع غير مسبوق في قطاع السياحة الإسرائيلي، حيث بلغت الخسائر المباشرة وغير المباشرة منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023 أكثر من 3.4 مليارات دولار (نحو 12 مليار شيكل).
هذا الانهيار الحاد جاء ليضيف أعباء جديدة إلى اقتصاد يعيش ضغوطًا متزايدة، لا سيما مع التصعيد البحري والجوي من قبل قوات صنعاء، والتي تستهدف بشكل مباشر شرايين الاقتصاد الإسرائيلي.
تراجع بنسبة 90% في أعداد السياح والفنادق شبه خالية
وبحسب بيانات وزارة السياحة الإسرائيلية، التي نقلتها هيئة البث العبرية، فقد انخفضت أعداد السياح الأجانب بنسبة تفوق 90% منذ بدء العدوان على غزة، في ظل توقف شبه تام لحركة الطيران وتحذيرات سفر من أكثر من 40 دولة.
ووفق جمعية الفنادق الإسرائيلية، تراجعت نسب الإشغال إلى مستويات تاريخية، لا تتعدى 10% في بعض المناطق، ما اضطر العديد من المنشآت السياحية إلى تقليص نشاطها أو الإغلاق المؤقت. وحذرت الجمعية من أن هذه الأزمة قد تستمر حتى بعد انتهاء الحرب، بسبب تضرر صورة إسرائيل كوجهة سياحية آمنة.
وزارة السياحة بدورها أقرت بخطورة الوضع، وأطلقت خطة طوارئ لدعم القطاع عبر مساعدات مادية وتحفيز السياحة الداخلية، مع الإعداد لحملات ترويجية مستقبلية.
هجمات صنعاء تضرب ميناء إيلات ومطار بن غوريون
في سياق موازٍ، تفاقمت التحديات الاقتصادية بفعل الهجمات اليمنية المتواصلة، حيث شلت العمليات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن حركة الملاحة في ميناء إيلات، ودفعت السفن لتغيير مساراتها، ما تسبب في ارتفاع كبير بتكاليف الشحن والتأمين.
الهجمات الجوية، مثل قصف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي في 4 مايو، أدت كذلك إلى وقف عشرات شركات الطيران الدولية لرحلاتها، مما أصاب حركة السفر والتجارة بشلل جزئي.
ويؤكد مراقبون أن هذه الهجمات تمثل جزءًا من استراتيجية ضغط اقتصادي تهدف إلى رفع كلفة الحرب على إسرائيل وإرباك منظومتها اللوجستية.
صورة قاتمة للاقتصاد الإسرائيلي
إلى جانب خسائر السياحة والملاحة، يواجه الاقتصاد الإسرائيلي ارتفاعًا في الإنفاق العسكري، ونقصًا في العمالة نتيجة استدعاء قوات الاحتياط، إلى جانب تراجع ثقة المستثمرين وارتفاع تكلفة الاقتراض، ما يضع الاقتصاد أمام تحديات هيكلية قد تمتد لسنوات.
وتتزامن هذه التطورات مع استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ودمار واسع للبنية التحتية.
المصادر: بقش – وكالات