في واحدة من أكثر الدراسات إثارة للجدل في عام 2025، كشف باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تغييرات مقلقة في نشاط الدماغ، تصل إلى إطفاء مناطق أساسية مسؤولة عن الذاكرة والتفكير النقدي. هذه النتائج قد تغيّر فهمنا للعقل البشري وتفتح نقاشًا عالميًا حول مستقبل علاقتنا بالتقنية.
كيف أجريت الدراسة؟
- شملت 54 مشاركًا من خمس جامعات في بوسطن.
- قُسّموا إلى ثلاث مجموعات: مستخدمو ChatGPT، مستخدمو Google، وأشخاص بلا أدوات.
- تمت متابعة نشاط الدماغ خلال مهام كتابة متكررة على مدى 4 أشهر.
النتائج: “التفريغ المعرفي” وصمت الأدمغة
- 83% من مستخدمي ChatGPT فشلوا في تذكّر ما كتبوه خلال دقائق فقط.
- الحُصين: توقف عن ترميز المعلومات (الذاكرة).
- القشرة الجبهية الأمامية: تراجعت بشدة (التخطيط).
- القشرة الحزامية الأمامية: انطفأت (التفكير النقدي).
الدكتور دانيال آمن وصف الظاهرة باسم “التفريغ المعرفي”، مشبهًا الدماغ بقرص صلب خارجي يعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي.
“الدين المعرفي”: عندما لا يتعافى الدماغ
الأخطر أن توقف الدماغ استمر حتى بعد إزالة الوصول للذكاء الاصطناعي، وهي حالة سماها الباحثون “الدين المعرفي”. أي أن الدماغ يفقد نشاطه ولا يستعيده بسهولة، مثل عضلات ضمرت وتحتاج لتدريب طويل.
- التعافي قد يستغرق أسابيع إلى شهور.
- يحتاج إلى برامج إعادة تأهيل معرفي وتمارين ذهنية.
- معظم الأشخاص يفتقرون للانضباط اللازم للالتزام بها.
الذكاء الاصطناعي والأطفال: الخطر الأعظم
- 30% من الآباء يسمحون لأطفالهم (0–8 سنوات) باستخدام الذكاء الاصطناعي.
- أكثر من ساعتين يوميًا أمام الشاشات تزيد من ضعف الانتباه بنسبة 30%.
- مع الذكاء الاصطناعي: انخفاض في الذاكرة العاملة 40% واضطراب في دوائر العاطفة.
الدكتور آمن يحذر: “إذا لم يستخدم الأطفال أدمغتهم، فستصبح أدمغتهم أضعف.”
الكبار أيضًا ليسوا بخير
19% من الأميركيين كوّنوا روابط عاطفية مع الذكاء الاصطناعي، مع حالات غريبة مثل:
- شخص تقدّم لخطبة برنامج ذكاء اصطناعي يُدعى Soul.
- آخر “تزوّج” روبوت دردشة باسم Lily Rose.
العلماء يحذرون: أدمغتنا لم تعد تفرّق بين الحقيقي والافتراضي.
الخرف والزهايمر: التهديد الصامت
أبحاث سويدية أظهرت أن كل سنة من التعليم النشط تؤخر الخرف، لكن الاعتماد الكلّي على الذكاء الاصطناعي قد يدمّر هذا “المخزون المعرفي”.
الدكتور تيري سيجنوسكي، رائد الذكاء الاصطناعي: “إذا أسأت استخدام هذه النماذج، فإن دماغك سيتدهور.”
كيف تحمي دماغك؟
- قاعدة 80/20: اجعل 80% من عملك بعقلك، و20% فقط بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
- استخدمه كناقد لا كبديل: اطلب منه أن ينتقد أفكارك أو يحللها، لا أن يبدع بدلاً منك.
- التفكير النشط: جادله، اسأله، اختبره — لا تسلّم له.
الدرس الأهم للشركات والأفراد
في عالم يغرق بالمحتوى المولّد آليًا، ستصبح الأصوات البشرية الأصيلة أثمن وأكثر ندرة. القادة الأذكياء لا يختبئون خلف الذكاء الاصطناعي، بل يبنون علامات شخصية قوية تعزز حضورهم وتمنحهم ميزة تنافسية فريدة.
الخلاصة
الذكاء الاصطناعي أداة قوية، لكنه قد يتحول إلى خطر عصبي ومعرفي إذا حلّ محل عقولنا. تكشف دراسة MIT أن الدماغ قد يدخل في “دين معرفي” يصعب التعافي منه. المستقبل سيكون للأشخاص والشركات التي تعرف كيف تستخدم التقنية لتعزيز تفكيرها، لا لقتله.
تذكّر: كلما أصبحت الأصوات البشرية أندر، زادت قيمتها.