وصلت السفينة “مادلين”، التي كانت تقل 12 ناشطًا دوليًا بينهم شخصيات بارزة مثل السويدية غريتا تونبرغ، إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، بعد أن اعترضتها البحرية الإسرائيلية أثناء محاولتها الوصول إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار المستمر على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا.
اعتراض في المياه الدولية وتحويل المسار
اعترضت البحرية الإسرائيلية السفينة في المياه الدولية، وأجبرتها على تغيير مسارها نحو ميناء أسدود، حيث دخلت الميناء فجر الإثنين برفقة زوارق عسكرية. ونقل مراسل التلفزيون العربي عن مصادر مطلعة أن الاستيلاء على السفينة تم وسط تحليق طائرة حربية، ربما لتأمين عملية الاعتراض أو لمراقبة المسار البحري للسفينة.
تحرك قانوني ومخاوف على صحة النشطاء
وأفادت نيرمان شحادة، ممثلة مركز العدالة الموكّل بمتابعة الملف القانوني للنشطاء، بأنها تحاول التواصل مع الجهات الإسرائيلية لمعرفة الوضع الصحي للمحتجزين وما إذا كانوا سيخضعون للتحقيق من قبل الأمن الإسرائيلي. ولفت المراسل إلى أن عشرات القاصرين الإسرائيليين تجمعوا قرب الميناء في محاولة للتشويش على التغطية الإعلامية.
رحلة إنسانية لكسر الحصار
كانت السفينة “مادلين” قد أبحرت من إيطاليا في الأول من يونيو/حزيران، وعلى متنها نشطاء من جنسيات مختلفة، منهم فرنسيون، ألمان، برازيليون، أتراك، سويديون، إسبان وهولنديون، في إطار الجهود الدولية لكسر الحصار المفروض على غزة، والذي تسبب في وضع إنساني كارثي، بحسب تقارير أممية.
وتُعد السفينة “مادلين” المحاولة السادسة والثلاثين لكسر الحصار ضمن تحالف “أسطول الحرية”، الذي تقوده منظمات حقوقية ونشطاء دوليون منذ عام 2007.
ردود إسرائيلية وتصريحات مثيرة للجدل
وفي تعليق رسمي، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أعطى أوامر مباشرة للجيش بمنع السفينة من الوصول إلى غزة، متهمًا الناشطة غريتا تونبرغ بـ”معاداة السامية”، وواصفًا باقي النشطاء بأنهم “أبواق دعاية لحماس”، في تصريحات أثارت جدلًا في الأوساط الحقوقية والإعلامية.
الوضع الإنساني في غزة… كارثة مستمرة
يأتي هذا التطور في ظل وضع إنساني متدهور في قطاع غزة، حيث تحذر منظمات دولية من خطر المجاعة، وغياب الخدمات الصحية، وتدمير البنية التحتية جراء العمليات العسكرية المستمرة منذ أكثر من 20 شهرًا، وسط حصار مشدد يمنع وصول المساعدات والإمدادات الحيوية.