عادت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري إس ترومان” إلى الولايات المتحدة، يوم الأحد، بعد مهمة قتالية طويلة وصعبة استمرت أكثر من ثمانية أشهر، شهدت خلالها خسائر ميدانية غير مسبوقة في البحر الأحمر نتيجة الهجمات المتكررة التي نفذتها قوات صنعاء.
الانتشار الأطول والأكثر تعقيداً
ووفقاً لتقارير عسكرية أمريكية، أمضت الحاملة الجزء الأكبر من مهمتها في منطقتي الأسطول الخامس والسادس، وخاصة في البحر الأحمر، حيث حلت محل حاملة الطائرات “لينكولن” في إطار عملية “حارس الازدهار”، التي أطلقتها إدارة بايدن لمواجهة الهجمات التي تنفذها قوات أنصار الله.
تعرض مباشر لهجمات صنعاء وتكتيكات معقدة
كانت “ترومان” أكثر حاملة طائرات أمريكية تعرضاً لهجمات من قبل قوات صنعاء، والتي أعلنت عن تنفيذ عشرات العمليات ضدها. وحرصت الحاملة على الحفاظ على مسافة أمان تزيد عن 600 كلم من السواحل اليمنية لتفادي الاستهداف المباشر، إلا أن ذلك لم يمنع وقوع خسائر فادحة.
خسائر في المعدات وحوادث داخلية خطيرة
-
في ديسمبر الماضي، أسقطت مدمرة أمريكية مقاتلة من نوع F-18 عن طريق الخطأ أثناء تصديها لهجوم من صنعاء.
-
في فبراير، اصطدمت “ترومان” بسفينة تجارية قرب قناة السويس، مما تسبب بتمزق في هيكلها.
-
في أبريل، خسرت الحاملة مقاتلتين من نوع F-18 خلال محاولات التفادي من هجمات جوية.
هذه الأحداث دفعت البحرية الأمريكية إلى إقالة قائد الحاملة واستبداله بقائد جديد، إلا أن الهجمات استمرت دون توقف حتى ساعات قبل إعلان وقف إطلاق النار.
تركة ثقيلة وصيانة مكلفة
وأظهرت الصور الملتقطة عند عودة “ترومان” إلى الولايات المتحدة شقوقاً واضحة في الجناح الأيمن، مما يعكس حجم التحديات التي واجهها الطاقم. وقال الأدميرال شون بيلي، قائد المجموعة الهجومية، إن المهمة كانت “الأكثر تحدياً في مسيرته العسكرية”.
كما صرّح الأدميرال داريل كودل بأن الانتشار الطويل ألقى بظلاله على أداء الطاقم، واستدامة المعدات، والحالة النفسية للعائلات، مؤكداً أن فترة صيانة الحاملة ستكون طويلة ومكلفة للغاية.