كشف السفير الأمريكي لدى “إسرائيل”، مايك هاكابي، عن مدى تصاعد التهديدات الأمنية الناتجة عن الضربات اليمنية التي تنفذها قوات صنعاء ضد أهداف إسرائيلية، مؤكداً أن هذه الهجمات لم تعد مجرد تطورات طارئة، بل تحوّلت إلى واقع يومي يعيشه المسؤولون والدبلوماسيون في تل أبيب.
وفي تصريحاتٍ صحفية نُقلت عن لقاء مغلق له مع عدد من الصحفيين والدبلوماسيين الغربيين، قال هاكابي:
“كل يومين تقريباً أضطر للنزول إلى الملاجئ بسبب صواريخ الحوثيين، إنها ليست حالة استثنائية بل أصبحت جزءاً من الروتين اليومي.”
وأضاف السفير الأمريكي، في ما يُعد أول اعتراف صريح من مسؤول أمريكي رفيع المستوى:
“كنت داخل مقر جهاز الموساد الإسرائيلي في تل أبيب، واضطررنا أنا ومدير الجهاز إلى النزول إلى الملجأ أثناء إنذار صاروخي. لا أحد مستثنى من هذا الخطر، سواء كنا في البيت أو في مؤسسات الأمن القومي.”
ضربات اليمن تصيب العمق الإسرائيلي.. وتحول دون الشعور بالأمان حتى في قلب تل أبيب
تأتي تصريحات هاكابي في أعقاب سلسلة عمليات عسكرية نوعية نفذتها قوات صنعاء طالت مطار بن غوريون في تل أبيب وميناء حيفا ومنشآت حيوية إسرائيلية، وذلك ضمن إطار سياسة الردع الاستراتيجي التي تتبعها صنعاء رداً على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهراً.
وكان العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية، قد أعلن في وقت سابق عن تنفيذ عملية مزدوجة استهدفت مطار بن غوريون باستخدام صواريخ من طراز “فلسطين 2” الفرط صوتي، و”ذو الفقار”، مؤكداً أن أحد الصواريخ أصاب المطار بشكل مباشر، مما أدى إلى تعليق حركة الملاحة الجوية، وحالة شلل في أحد أهم المرافق الحيوية للكيان.
مراقبون: التهديدات اليمنية تقلب معادلة الردع.. وتجعل الجبهة الداخلية الإسرائيلية في مرمى الخطر
يرى محللون عسكريون أن الضربات الصاروخية اليمنية تمثل تحوّلاً جذرياً في المعادلة الأمنية داخل الكيان، إذ باتت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عرضة للضربات من مسافات بعيدة، رغم كل ما تملكه “إسرائيل” من تقنيات دفاع جوي، أبرزها منظومة “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”.
ويؤكد مراقبون أن تصريحات السفير الأمريكي ليست سوى رأس جبل الجليد لما تشهده المؤسسات الغربية من قلق متزايد إزاء اتساع رقعة التهديد اليمني، سواء في البحر الأحمر أو في العمق الإسرائيلي.
ويعزز هذا القلق فشل الاحتلال في وقف عمليات الإطلاق أو اعتراض جميع الصواريخ، وهو ما يزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية التي تواجه أزمة ثقة داخلية متصاعدة، وانقسامات سياسية حادة منذ بدء الحرب على غزة.
واشنطن في مرمى الحرج.. وحلفاؤها تحت النيران
تضع هذه التطورات الولايات المتحدة في موقف محرج، حيث تبدو غير قادرة على تأمين الحماية لحلفائها في المنطقة، رغم تمركز قواعدها العسكرية في الخليج، وتواجد أسطولها البحري الخامس في مياه البحر الأحمر.
ويؤكد دبلوماسيون غربيون أن الواقع الميداني الحالي يثبت مدى عمق التحول في ميزان القوى الإقليمي، وأن صنعاء باتت لاعباً رئيسياً في معادلة الردع ضد الاحتلال الإسرائيلي.