شبه الجزيرة نت | أخبار
حضرموت – 10 نوفمبر 2025
شهدت المنطقة العسكرية الثانية في محافظة حضرموت توتراً غير مسبوق، عقب اعتقال المقدم الركن بحري ماجد العوبثاني، القائد السابق للواء ضبة، على يد قوات النخبة الحضرمية المدعومة من الإمارات، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً جديداً على تصاعد الخلافات داخل معسكر التحالف جنوب اليمن.
وقالت مصادر محلية إن وحدات من قوات النخبة الحضرمية داهمت، صباح الأحد، مقر إقامة العوبثاني في مدينة المكلا، وصادرت أسلحته ومقتنياته الشخصية، قبل أن تنقله إلى سجن تديره تلك القوات في المدينة.
وبحسب المصادر، جاء الاعتقال بعد رفض العوبثاني تنفيذ توجيهات إماراتية بشن حملة عسكرية ضد الشيخ سالم مبارك الغرابي وعدد من قبائل الحموم، ما اعتُبر تمرداً على الأوامر المباشرة من أبوظبي.
وجاءت العملية بعد ساعات من صدور قرار بإعفاء العوبثاني من منصبه وتعيين المقدم عبدالرحمن الفيل خلفاً له، في خطوة أثارت استياءً واسعاً بين ضباط المنطقة العسكرية الثانية، الذين وصفوا القرار بأنه استمرار لسياسة “الإقصاء الممنهج” للكوادر العسكرية غير الموالية للإمارات.
وتشير مصادر عسكرية إلى أن الحادثة تأتي ضمن سلسلة إجراءات مشابهة، طالت قيادات في المنطقة ذاتها، أبرزهم العميد الركن محمد عمر اليميني، أركان حرب المنطقة العسكرية الثانية سابقاً، الذي اعتُقل في وقت سابق قبل أن يُفرج عنه لاحقاً بعد تبرئته من التهم الموجهة إليه.
ويرى مراقبون أن ما جرى يعكس اتساع النفوذ الإماراتي في حضرموت على حساب الدور السعودي، إذ تفرض أبوظبي سيطرة فعلية على الملفين الأمني والعسكري عبر قوات “النخبة الحضرمية”، فيما تتراجع سلطة الحكومة المعترف بها دولياً.
ويحذر محللون من أن استمرار هذا الوضع قد يدفع المحافظة إلى صراع نفوذ إقليمي بين السعودية والإمارات، في ظل تنافس متزايد على إدارة المناطق الغنية بالنفط والموانئ الاستراتيجية شرق اليمن.