البنك المركزي الأمريكي يخفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية

شبه الجزيرة نت | اقتصاد

لأول مرة منذ تشديد السياسة النقدية في 2022، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي “المركزي الأمريكي” عن تخفيض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية (50 نقطة أساس)، وأشار إلى تخفيضات أخرى قد تتم قبل نهاية العام الجاري.

وبهذا القرار هبطت الفائدة من مستوى 5.5% إلى 5.00%، ويُعد الخفض الأول منذ الأيام الأولى لجائحة كورونا.

وذكر المجلس أن ثقته زادت بأن التضخم يتحرك نحو النسبة المستهدفة 2% بشكل مستدام، وأن خفض الفائدة تم بناء على التقدم المحرز في التضخم وتوازن المخاطر.

ويُعد القرار مفاجئاً ومتوقَّعاً للأسواق المالية في نفس الوقت، حيث كان متوقعاً على نطاق واسع، إلا أن التوقعات حامت خصوصاً حول ربع نقطة مئوية وليس النصف.

وباستثناء التخفيضات الطارئة التي تمت في الجائحة، كانت آخر مرة خفض فيها الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية هي في عام الأزمة المالية العالمية 2008.

وبدأ المركزي الأمريكي سياسة التشديد النقدي في مارس 2022 عندما أراد كبح جماح التضخم الاقتصادي، فقام برفع معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى مستوى ما بين 0.25% و0.50%، ليزيد وتيرة الرفع في ستة اجتماعات لاحقة ليصل معدل الفائدة بنهاية عام 2022 عند مستوى 4.25% و4.5%.

وحسب متابعات مرصد بقش، خفف المجلس في العام 2023 من وتيرة الرفع، حيث رفع معدل الفائدة 4 مرات وثبتها في 4 مرات أيضاً، ليصل مستوى الفائدة إلى 5.25% و5.5% كأعلى مستوى لها في 23 عاماً، وفي هذا العام 2024 ثبَّت المجلس أسعار الفائدة في خمسة اجتماعات متتالية.

ويُنظر إلى رفع أسعار الفائدة على أنه تقويم للتضخم الذي تسعى ‎#واشنطن إلى وصوله لنسبة 2%، في حين يُعتبر خفض الفائدة خطوة تحفيزية لتعزيز النمو الاقتصادي.

الركود بعد سلسلة تخفيضات

انقسمت بيوت الخبرة حول مقدار خفض الفائدة بين 25 و50 نقطة أساس، ورجحت الأسواق المالية الخفض بواقع 50 نقطة أساس عند حدود 65%، ومثل هذا القرار يأتي وسط انقسام غير مسبوق لم تشهده الأسواق منذ الأزمة المالية العالمية 2008.

ويُنظر إلى خفض أسعار الفائدة أنها ستخفض تكاليف الاقتراض بالنسبة للمستهلكين والشركات قبل أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية لشهر نوفمبر 2024.

وعلى الأرجح ستكون خطوة خفض الفائدة هي الأولى في سلسلة تخفيضات ستستمر حتى عام 2025، إلا أن تخفيضات أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة قد تكون أقل مما تتوقع الأسواق.

وقد تتركُ دورةُ خفض الفائدة الأسعارَ عند مستويات مرتفعة نسبياً بسبب استمرار قوة الاقتصاد، ويرى خبراء الاقتصاد أن التخفيضات العميقة لن تكون منطقية إلا إذا كان هناك ركود في المستقبل وفقاً لوكالة رويترز.

ويعتقد المستثمرون أنه سيتم خفض أسعار الفائدة بنحو 240 نقطة أساس بحلول نهاية العام المقبل 2025، وهو ما يتوافق مع معدل يقترب من 3%، من 5.25% – 5.5% حالياً. ويقول تورستن سلوك، وهو كبير خبراء الاقتصاد في شركة الأسهم الأمريكية “أبولو غلوبال مانجمنت”، إنَّ مثل هذه الوتيرة من خفض أسعار الفائدة تعني “الركود”.

وطالع مرصد بقش الاقتصادي مذكرة تورستن سلوك الثلاثاء، والتي قال فيها إنه رغم أن الدراسات الاستقصائية أظهرت أن الإجماع يتوقع هبوطاً ناعماً، فإن أسواق أسعار الفائدة تسعر ركوداً كاملاً. في حين تقول وي لي، وهي كبيرة استراتيجيي الاستثمار العالمي في معهد بلاك روك للاستثمار، إن عائدات سندات الخزانة قصيرة الأجل، والتي تتحرك في الاتجاه المعاكس لأسعار الفائدة، سترتفع مع بدء السوق في تسعير ضغوط التضخم المستدامة.

المصدر: مرصد بقش الاقتصادي