شبه الجزيرة نت | البحر الأحمر
كشف موقع “USNI News” التابع للمعهد البحري الأمريكي، عن انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس أبراهام لينكولن باتجاه المحيط الهادئ، وذلك بعد أسبوع من إعلان قوات حكومة صنعاء استهدافها بصواريخ وطائرات مسيرة.
وفي تحديثٍ نشره الموقع مساء الاثنين، أظهرت خارطة انتشار حاملات الطائرات الأمريكية أن لينكولن غادرت موقعها السابق في البحر العربي لتتمركز حالياً في أقصى شرق المحيط الهندي، فيما يبدو أنه مسار العودة إلى الولايات المتحدة عبر المحيط الهادئ.
تفاصيل الاستهداف
قبل أسبوع، كانت حاملة الطائرات تتواجد في البحر العربي على بعد نحو 650 كيلومتراً من مناطق سيطرة قوات حكومة صنعاء. وأعلنت الأخيرة حينها تنفيذ هجوم استهدف الحاملة باستخدام صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة، إلى جانب استهداف مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر.
ورغم اعتراف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بالهجوم على المدمرتين سبراونس وستوكديل، فإنها لم تعلق بشكل مباشر على استهداف حاملة الطائرات لينكولن.
وفي هذا السياق، قال قائد جماعة “أنصار الله” الحوثيين عبد الملك الحوثي، الخميس الماضي، إن الحاملة الأمريكية انسحبت مئات الأميال عقب استهدافها، واصفاً العملية بأنها “استباقية” نجحت في إحباط “أكبر هجوم جوي” كانت الحاملة تخطط له ضد اليمن.
تأكيد الرواية
انسحاب لينكولن من المنطقة يعزز رواية عبد الملك الحوثي، ويعيد إلى الأذهان انسحاب حاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور من البحر الأحمر في يونيو الماضي. وقتها، أعلنت قوات حكومة صنعاء عن استهداف الحاملة عدة مرات بضربات صاروخية وجوية، ورغم إنكار الجيش الأمريكي حينها، اعترف قائد مجموعة أيزنهاور لاحقاً بوقوع الهجمات. كما أكد تقرير صادر عن مركز مكافحة الإرهاب أن صاروخاً باليستياً أطلقته قوات حكومة صنعاء في ذلك الشهر اقترب لمسافة 200 متر فقط من إصابة الحاملة.
تحول في النظرة إلى حاملات الطائرات
خلال الأشهر الأخيرة، تصاعدت النقاشات في وسائل الإعلام الأمريكية حول جدوى حاملات الطائرات في ظل التهديدات المتزايدة. واعتبرت تقارير أن حاملات الطائرات أصبحت “عبئاً” على الجيش الأمريكي بسبب ظهور تكتيكات هجومية جديدة في منطقة البحر الأحمر.
وفي تصريح لافت، قال وكيل مشتريات الأسلحة في البنتاغون، بيل لابلانت، مؤخراً إن “قوات حكومة صنعاء أصبحت تشكل تهديداً كبيراً”، مضيفاً أن هذه القوات باتت تمتلك قدرات صاروخية باليستية مضادة للسفن بعيدة المدى. وأوضح: “إنهم ينتجون آلاف الصواريخ الباليستية بتقنيات متقدمة، وهي قدرات لا تمتلكها إلا الدول الكبرى، ويقومون بذلك على نطاق واسع. إنه أمر مذهل”.
انعكاسات استراتيجية
انسحاب لينكولن يعكس تحولاً كبيراً في ديناميكيات المواجهة البحرية في المنطقة، ويشير إلى أن التكتيكات التي طورتها قوات حكومة صنعاء باتت تفرض تحديات غير مسبوقة على البحرية الأمريكية، مما قد يدفع واشنطن إلى إعادة تقييم استراتيجياتها العسكرية في المنطقة.