شبه الجزيرة نت | أخبار الشحن
حذّر تقرير صادر عن مركز واشنطن للدراسات من تصاعد التهديدات التي تواجه سلسلة الإمدادات العسكرية الأمريكية نتيجة الهجمات المتزايدة التي تنفذها جماعة أنصار الله (الحوثيين) في البحر الأحمر. واعتبر التقرير أن هذه التطورات تفرض تحديات غير مسبوقة على قدرة الولايات المتحدة في التحرك السريع وإدارة العمليات العسكرية بكفاءة في مناطق النزاع.
وأشار التقرير إلى أن نحو 80% من المواد والمعدات الدفاعية الأمريكية تُنقل عبر الشحن التجاري، ما يجعلها عرضة مباشرة للاستهداف، في ظل تصاعد وتيرة الهجمات على السفن المرتبطة بالمصالح الأمريكية أو المتجهة نحو الموانئ الإسرائيلية.
ورغم إجراءات الحماية، أكد المركز أن بعض السفن التي حصلت على مرافقة عسكرية تعرضت لهجمات مباشرة، ما يعكس تطور القدرات الهجومية لدى الحوثيين ويحد من فاعلية التدابير التقليدية لتأمين الملاحة.
كما نبه التقرير إلى أن استخدام الطرق البديلة عبر رأس الرجاء الصالح، لتفادي البحر الأحمر، يرفع تكلفة الشحنة الواحدة بنحو مليون دولار، إضافة إلى التأخير الزمني الكبير، الأمر الذي يضعف قدرة الجيش الأمريكي على المناورة السريعة بين المحيطين الهندي والهادئ، حيث تزداد حدة التوترات.
وخلص التقرير إلى أن الخيارات المتاحة أمام وزارة الدفاع الأمريكية باتت ضيقة. فالنقل الجوي، رغم سرعته، لا يُعد حلاً عمليًا بسبب تكلفته المرتفعة وحجمه المحدود، بينما لا يزال النقل البحري في مرمى الاستهداف، ويزداد خطورة مع غياب حل سياسي أو أمني شامل للأزمة.
وفي السياق ذاته، رصد التقرير اعتماد شركات مثل “تروك نت” الإسرائيلية و**”بيور ترانس” الإماراتية** على ربط بري مباشر بين الإمارات و”إسرائيل”، بقدرة تصل إلى 350 شحنة يوميًا، في محاولة لتجاوز الاختناق البحري وتخفيف الضغط على سلاسل التوريد الإقليمية.
وأكد المركز في ختام تقريره أن الهجمات اليمنية قلبت موازين التحكم في ممرات الملاحة، وأجبرت واشنطن على إعادة التفكير في استراتيجيتها اللوجستية والعسكرية في الشرق الأوسط، في ظل معادلات جديدة تهدد تفوقها البحري وهيمنتها التقليدية على طرق التجارة العالمية.