شبه الجزيرة نت | البحر الأحمر
أكد معهد دول الخليج العربي في واشنطن أن هجمات قوات حكومة صنعاء المساندة لغزة، والتي تستهدف السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر والخليج العربي، قد وضعت قوة الردع الأمريكي على المحك.
وأوضح المعهد في تقريره، أن “هجمات الحوثيين على الشحن التجاري في البحر الأحمر وحوله أثرت بشكل كبير على هيكل الردع الأمريكي ووضعته على المحك بشدة، مما زعزع من اعتماد واشنطن كمزود أمني موثوق به على المستوى الإقليمي”، مؤكداً أن هذا الوضع المتوتر يعكس مدى خطورة التهديدات المقبلة “التي تلوح في الأفق” بشأن أمن مياه الشرق الأوسط والحاجة الملحة لتكثيف جهود تحقيق التوافق بين القوات.
وبشأن مخاطر الردع المتعثر، يشير المعهد الأمريكي إلى أن التداعيات الإقليمية لحرب غزة، بما في ذلك ضرورة تأمين طرق الشحن الدولية وحماية “إسرائيل” من الهجمات، قد دفعت الولايات المتحدة إلى تعزيز بصمتها العسكرية إقليمياً.
وأضاف التقرير أنه “منذ نوفمبر 2023، بدأت واشنطن في تعزيز عسكري ضخم في مياه الشرق الأوسط، حيث نشرت أصولاً بحرية عالية القيمة، مثل حاملة الطائرات من فئة نيميتز (يو إس إس دوايت دي أيزنهاور) ومجموعة الإضرابات من فئة أوهايو”.
كما ذكر التقرير أن “وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد مدد مرتين نشر حاملة الطائرات (آيك)، والتي بلغت في مجموعها تسعة أشهر من الانتشار القتالي النادر، قبل أن يأمر حاملة الطائرات (يو إس إس ثيودور روزفلت) بتولي مهام الردع في مياه الشرق الأوسط”.
وتابع التقرير أنه “مع حالة التأهب القصوى التي تعيشها واشنطن، حيث تؤجل إيران الرد العسكري ضد إسرائيل على خلفية اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، فقد حددت مجموعة حاملة الطائرات (يو إس إس أبراهام لينكولن) الضاربة مسارها أيضاً إلى منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية. هذا يعكس الوظيفة المحورية التي تلعبها الطائرات المقاتلة المتمركزة على متن السفن في البنية الدفاعية الأمريكية”.
واستدرك المعهد الأمريكي “مع ذلك، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها واشنطن واستعراضات القوة التي تهدف إلى صد هجمات الحوثيين على الشحن التجاري من خلال عملية (حارس الرخاء) وإضعاف القدرات الهجومية للحوثيين من خلال عملية (بوسيدون آرتشر)، فإن حدود الردع التقليدي الأمريكي واضحة”.
وقال التقرير إن “ضربات الحوثيين على الشحن التجاري قد شهدت تصاعدًا ملحوظًا منذ بداية الصيف، بعد فترة توقف قصيرة في الأشهر السابقة. هذا التصاعد يبرز التصميم الاستراتيجي المستمر للمجموعة ومواردها العسكرية التي تدعم عمليات الحرب البحرية غير المتكافئة”.
وأضاف التقرير أن “استمرار هجمات الحوثيين يثير تساؤلات متزايدة حول مصداقية الولايات المتحدة كضامن أمني موثوق به، مما قد يؤثر على الثقة في دورها كقوة أمنية على المستوى الإقليمي”.
وأشار التقرير إلى أن “التركيز في القوات البحرية المشتركة وفريق العمل 154 على تدريبات الاستعداد والتدريب والكفاءات القانونية، حتى في ظل تهديدات الحوثيين الموثوقة والمستدامة للشحن التجاري والاستقرار الإقليمي، يعزز من النهج الحسن النية ولكن غير الفعال الذي اعتمدته واشنطن”.
واختتم معهد دول الخليج العربي في واشنطن تقريره بالتأكيد على أن “الصورة الضعيفة للولايات المتحدة قد تدفع شركائها الإقليميين إلى التشكيك في قوة الجيش الأمريكي، مما قد يلحق الضرر بجاذبية المبادرات الأمنية التي تقودها واشنطن، مثل القوات البحرية المشتركة”.
المصدر: وكالات